إن الله سبحانه وتعالى خلق المخلوقات كلها وخلقنا نحن بني البشر وأنعم علينا بنعمة العقل ليميزنا عن باقي المخلوقات. وبيّن لنا على يَدِ الأنبياء والرسل طريق فوجه سبحانه وتعالى خطابه إلى أولي الألباب من الناس أي العقلاء القادرين على فهم معنى الخطاب وفهم مضمونه ودعاهم إلى العمل به فجعل مناط التكليف بالأوامر والنواهي الشرعية العقل السليم. بالتالي فإن الإنسان يسأل عن كل معصية يقترفها متى كان عاقلاً ومدركاً لطبيعة وعليه فإن أساس المسؤولية الجزائية هو أساس التكليف، فإذا تخلف أحد هذين العنصرين أو الإدراك مصطلح يستعمله فقهاء النظرية الجزائية للتعبير عن الأهلية الجزائية للإنسان. ويقصد به الفهم أو التمييز. ماهية فعله وتقدير نتائجه،