ميزه الله بها عن غيره من مخلوقاته. وقد خلق الله سبحانه وتعالى في هذا الإنسان أجهزة لفهم اللغة وإصدار الكلام والقراءة والكتابة، من هذه الأجهزة ما هو بارز كاللسان والأسنان والشفتين لإصدار الكلام، والأذنين الخارجيتين لاستقبال الصوت، ويشمل الأعصاب السمعية في الأذن الوسطى والأذن الداخلية ومناطق اللغة في الدماغ؛ كمنطقة السمع ومنطقة الكلام ومنطقة الإبصار ومنطقة القراءة ومنطقة الكتابة . وكل طفل قادر على اكتساب لغته في سنوات محدودة ، ما لم يكن مصابًا بعيوب خلقية أو عاهات تمنعه من سماع اللغة أو استعمالها أو فهمها ، لكن يشترط لهذا الاكتساب أن يعيش الإنسان في بيئة لغوية بشرية ؛ ويستعملها في فترة طفولته .اللغة الأم هي اللغة الأولى التي يكتسبها الإنسان في مرحلة طفولته، وهي اللغة التي يتلقاها من البيئة المحيطة به؛ كالوالدين والإخوان والأخوات والأقارب والأصدقاء والمعلمين، أو يسمعها من وسائل الإعلام من إذاعة وتلفاز وأشرطة سمعية.والطفل الذي يعيش في مرحلة طفولته في بيئة معينة، ويسمع لغتها من المحيطين به مدة كافية، سوف يكتسب هذه اللغة بشكل طبعي، سواء أكانت لغة آبائه وأجداده أم لم تكن كذلك، ولا علاقة لها بالأصل أو العرق أو الجنس. وتسمى لغته الام أو لغته الأولى إذا اكتسبها قبل غيرها في مرحلة طفولته بشكل طبعي، وإن لم تكن لغة أمه أو أبيه أو أجداده؛ فالعربي نسبًا لا يُعد عربيا لغة إذا لم يكتسب هذه اللغة في طفولته، ومن يكتسب العربية من بيئتها في طفولته يُعد عربيا لغة وإن لم يكن عربي الأصل أو العرق، وما عدا هذه اللغة (الأم) من اللغات التي يتعلمها الإنسان تسمى لغة ثانية أو لغات اجنبية .