كانَ عبدُ اللهِ بنُ العباسِ مِنْ أجْوَدِ العَرَبِ ، وَكانَ مُنصرِفًا مِنَ الشامِ إلى بِلادِ الحِجازِ ، فَقالَ لِوَكيلِهِ:"اذْهَبْ في هذِهِ البَرِيَّةِ ، فَلَعَلَكَ تَجِدُ راعِيًا أو حَيًا عِنْدَهُ لَبَنٌ أوْ طَعامٌ!. فَقالوا لها:"أعِنْدَكِ طَعامٌ نَبْتاعُهُ؟"قالَتْ:" أما البَيْعُ فَلا، وَلكِنْ عِنْدي مالي ولِأبنائي بِهِ حاجَةٌ " قالوا:"فَأيْنَ بَنوكِ؟". قالوا:"فَما أعْدَدْتِ لَهُم ولَكِ؟". قالَتْ:خُبْزَةً تَحتَ ملتِها"؟قالوا:"وما عِنْدَكِ غَيْرُ هذا؟ " قالَتْ "لا شيء". فقالت:"أما الشطرُ فلا أجودُ بِهِِ ، فَقالوا لَها :"تَمْنَعينَ النصفَ وتَجودينَ بالكُلِّ ؟" قالت:"نَعَم، وَإعطاءُ الكُلِّ كمالٌ وَفَضيلَةٌ ، فَرَجَعوا إلَيْها فقالوا لها:" انطلقي مَعَنا إلى صاحِبِنَا فإِنَّهُ يُريدُ أَنْ يَراكِ"؟فَقالَتْ:"وَمَنْ صاحِبِكُم؟". قالوا:"عبْدُ اللهِ بنُ العباسِ؟"قالتْ:"وأبيكُم هذا هو الشرَفُ العالي،