كان اتساع مساحة اندونيسيا من أسباب تنوع محاصيل له ان اسراء زراعية أم معدنية أم حيوانية، وأيضاً تنوع ثقافاتها وتراثها الحضاري والتربوى، كما أن اتساعها وكثرة عدد جزرها أهلها بالزراعة والصيد والتجارة وغيرها ، وكثرة الوافدين إليها من التجار أهم أسباب واشتغال الكثير من من وغيرهم، ومن ثم احتكاكها المباشر بأهل الحضارات والثقافات الأخرى، كان ذلك أن لكل جزيرة أو قبيلة رؤيتها للحياة وفلسفتها وتراثها وأعمالها التنوع في ثقافتها عداداتها وتقاليدها التي تتوارثها عبر الأجيال، والتي تختلف بشكل ما عما عليه القبائل في الجزر الأخرى . ولما كان التعليم يتشكل وينبع من فلسفة كل مجتمع ورؤيته للحياة والكون، كان لكل قبيلة فلسفتها الخاصة التي تعد جزءا من فلسفة الدولة العامة، فمن الطبيعي أن تختلف فلسفة التعليم من جزيرة لأخرى في فلسفته وأهدافه ومناهجه ووسائله بصورة أو بأخرى خصوصاً وأن نحو ٩٠٪ من التعليم في اندونيسيا أهلى، وإن كان يربطه رباط مشترك وهو تعليم من أجل الحياة. من أجل التفاعل والتعايش مع الحياة بكل معطياتها ولما وظروفها ومتغيراتها هذه الطبيعة الفريدة الثرية لجزر الهند الشرقية وهذا المناخ المتميز وهذه النعم الكثيرة التي حباها الله بها اندونيسيا قد أثر تأثيرًا إيجابيًا على سكانها في شتى المجالات منذ قديم الزمان، ذلك أن المناخ المعتدل يؤثر بصورة إيجابية على نشاط السكان ومن ثم يجعل فيهم الحيوية والنشاط ويكون الجو مواتيًا للتعليم والثقافة والإبداع والابتكار والحضارة بشقيها المادى والمعنوى. ومن المعلوم أن النشاط غالبًا ما يكون قليلاً عند سكان البلاد التي تتميز بحرارتها الشديدة، وأيضا البلاد التي تكون برودتها شديدة.