ومكتبة " برجا موسى " في اسيا الصغرى عكف مزيد من الفقهاء على تحقيق النصوص ليعدوا لكل نص الأصل النموذجي الذي تنقل عنه النسخ المعروضة للبيع في انحاء العالم اليوناني والروماني، وكانت مكتبة الإسكندرية تزود المكتبات الكبرى ومنها مكتبة أثينا بأمهات الكتب، ولكن قوات روما أحرقت هذه المكتبة سنة 48 ميلادية من أكثر الأيام شؤمًا في تاريخ الكتاب، فقد ذهب عدد لايحصى من أمهات الكتب حرقّا ورميّا في البحر، و أفل نجم الإسكندرية في ذلك اليوم وانطفأت الأنوار وحل الظلام بعد ذلك، وأنطاكية، وفنيقيا ثم بعد ذلك حدث تطور هائل في صناعة الكتاب في منتصف القرن الثامن الميلادي حيث تعلم العرب صناعة الورق من الصينين، ونقلوا تلك الصناعة إلى اوروبا حينما فتحوا الأندلس، وقد تم إنشاء مكتبة في عصر هارون الرشيد أسماها "مكتبة بيت الحكمة" وكانت هذه المكتبة - كما يرى المؤرخون - أول مكتبة عربية بالمعنى المفهوم وبالنسبة للطباعة فقد عرف الصينيون الطباعة بالألواح الخشبية وذلك قبل الميلاد بثلاثمائة سنة، حيث يرى المؤرخون أن هذا اللون انتشر في الغرب عقب عودة شخص يدعى "ماركو بالو" وهو رحالة إيطالي من الصين عام 1272،