وخلال فترة الصباح والظهيرة شغلتها ماريلا بواجبات مختلفة وراقبتها بعين حصيفة أثناء أدائها لتلك الواجبات ومع انقضاء الظهيرة استنتجت أن الطفلة مطيعة وذكية، بحيث كانت تسهو بين فينة وأخرى عما بين يديها إلى أن يعيدها لدنيا الواقع توبيخ ماريلا أو حلول كارثة أنهت أن غسل أواني وجبة الغداء وقصدت ماريلا وقد ارتسمت علامات التحدي على محياها، مفصحة عن مكنونات شخص بلغ به التصميم حد الاستماتة لمعرفة أسوأ ما سيحدث له، وقفت وقد ارتجف جسمها الهزيل من الرأس حتى أخمص القدمين، واصطبغ وجهها بحمرة الانفعال، أرجوك يا أنسة كتبيرت ألن تخبريني إذا كنت ستتخلين عني؟ حاولت التذرع بالصبر طيلة الصباح، ولكني أشعر الآن أني ما عدت بقادرة على الاحتمال مدة أطول، إنه لإحساس رهيب هذا الذي يتملكني، «إنك لم تسفحي الماء الساخن على فوطة تجفيف الأواني كما طلبت منك، ذهبت أن واهتمت بأمر فوطة تجفيف الأواني، ثم عادت إلى ماريلا وسمرت عينين متوسلتين على وجه الأخيرة. بعد أن عجزت عن اختلاق عذر جديد لتؤجل جوابها مدة أطول. أظنني أستطيع إعلامك الآن. هذا إذا بذلت جهدك لتكوني بنتا مؤدبة وأظهرت لنا «أنا أبكي» أجابت أن بارتباك. مسرورة لا تبدو كلمة مناسبة على الإطلاق، مسرورة عندما رأيت درب البهجة الأبيض وبراعم الكرز. أعدك أني سأبذل جهدي لأكون بنتا صالحة، وستكون محاولة شاقة كما أتوقع منذ الآن، لأن السيدة توماس كانت تقول لي باستمرار إني بنت ردينة جدا، ربما لأنك تشعرين بكثير من الحماس والإثارة، اجلسي على ذلك الكرسي وحاولي تهدئة نفسك إنك أيتها الفتاة من النوع الذي يبكي ويضحك بسهولة. ستبقين ولكن يمكننا أن نتخيل أنك خالتي «أنا لا أقدر » قالت ماريلا متجهمة إنك تفوتين على نفسك الكثيرا وهذا يذكرني بما أريده منك الساعة اقصدي غرفة الجلوس يا أن واحرصي على ألا يدخل الذباب إلى تلك الغرفة، إليك ما يتوجب عليك ملاحظته يا أن عندما أطلب إليك القيام بعمل ما، عنه، غادرت أن المكان حالا، لكنها تقاعمت عن العودة، أدوات الحياكة جانبًا، وفي الحائط بين النافذتين، بينما أغار النور الأبيض المتسلل من الخارج على جسمها الصغير المستكين إغارة شبه خارقة للطبيعة وهو يتماوج بالخضرة التي عكستها أشجار التفاح وعناقيد الكروم. آن، والتي تجسد صورة لجمع من الأطفال كنت أتخيل الآن أني واحدة من هذا الجمع إني تلك البنت ذات الثوب الأزرق التي تقف وحدها في الزاوية وكأنها لم تستطع الانتماء لأحد مثلي، كنت سأبقى هنا! عندما أرسلك لتحضري شيئا، لا أن تقفي سابحة وحالمة أمام اللوحات. تذكري هذا. خذي البطاقة وتعالي إلى المطبخ، الزاوية واحفظي ماجاء فيها عن ظهر قلب. ركزت أن البطاقة على إبريق كانت قد وضعت فيه أزهار تفاح جلبتها من الخارج لتزين بها طاولة الأكل. أسندت الطفلة ذقتها بيديها وانكبت على وقد سمعته من قبل، هذا مثل سطر من الموسيقى، أوه أنا سعيدة جدا أنسة. هيا إذن احفظي الكلام قالت ماريلا منهية الحديث. أمالت أن إبريق الأزهار قليلا لتطبع قبلة على برعم وردي اللون، ما وجهت الحديث إلى ماريلا من جديد. «بماذا ؟ رفيقة ماذا ؟ توأم روح حقيقية لي أستطيع البوح لها بأعمق أسرار دخيلتي حلمت بمقابلة هذه الرفيقة الجميلة قد تحقق دفعة واحدة ألا تظنين أن هذا الحلم قد يتحقق أيضا ؟» «هناك فتاة تدعى ديانا باري تسكن في دارة منحدر البستان، وهي تقاربك عمرًا، ومن المحتمل أن تصبح رفيقتك عندما تعود إلى بيتها، فالسيدة باري امرأة حازمة جدا، ولن تسمح لديانا باللعب مع بنت ليست دمئة ومؤدبة. فمن المزعج بما فيه الكفاية أن أكون أنا حمراء الشعر ولكني بالتأكيد لا أستطيع احتماله لدى رفيقة حميمة. ديانا طفلة جميلة، وكانت جازمة الاقتناع بأنه ينبغي على المرء غرس الفضيلة في نفس الطفل الذي يشرف على تربيته كلما توجه إليه بالحديث، لكن أن مرت مرور الكرام على موعظة ماريلا، طبعا أعرف أن هذا مستحيل في حالتي لأنني لست جميلة، عندما عشت مع السيدة يكن في تلك الخزانة كتب، لكن الآخريقي سليما، واعتدت على التظاهر بأن انعكاس صورتي عليه إنما هو فتاة أخرى تعيش في تلك الخزانة سميتها كيتي موريس، وكنا حميمتين جدا. خصوصا يوم العطلة، وكنت أخبرها كل شيء عني، عالم مليء بالأزهار والشمس الساطعة، عندما ذهبت لأعيش مع السيدة هاموند انفطر قلبي لأني تركت كيتي موريس وهي أيضا انفطر قلبها لفراقي، لأنها كانت تبكي عندما قبلتني قبلة الوداع من خلال باب المكتبة الزجاجي، لم يكن هناك مكتبة في منزل السيدة هاموند، بعيدا شيئا ما عن المنزل، حتى لو لم تتكلمي بصوت عالي، أعني ليس مثلها تماما، وفي الليلة التي سبقت ذهابي إلى الملجأ ودعت فيوليتا، وجاءني صوت وداعها حزينا. حزينا جدا، كنت قد تعلقت بها كثيرا لدرجة أني لم أجرؤ على تخيل رفيقة حميمة أخرى حتى لو وجدت فيه أية فسحة للخيال. ويبدو عليك وكأنك على وشك تصديق خيالاتك هذه، برفيقة حية حقيقية لتنزعي هذا البراء من رأسك، وإلا ستعتقد أنك ممن يختلفون القصص. «لا، لن أفعل، لا يمكنني إخبار أي شخص عنهما، لو لم أكن فتاة من الإنس أظنني أحب أن أكون نحلة تعيش بين الأزهار لكن يبدو أنه من المستحيل عليك لذلك اصعدي إلى غرفتك واحفظيه هناك. أوشكت على الانتهاء من حفظه كله. الأخير. دعك من هذا الآن وافعلي ما طلبته منك، أصعدي إلى غرفتك وامكثي هناك إلى أن اناديك لتساعديني في إعداد الشاي. أيمكنني أن أخذ أزهار التفاح معي لتؤنسني؟» توسلت أن. لا، وكان عليك في المقام الأول أن تتركي هذه الأزهار على أغصانها. شعرت أني لا يجدر بي تقصير عمرها الوديع باقتطافها، فأنا لن أحب أن يقطفني أحد لو كنت زهرة تفاح؛ لكني لم أستطع مقاومة الإغراء ما الذي تفعلينه أنت عندما تواجهين إغراء لا يقاوم ؟ تنهدت أن، وغادرت المطبخ إلى الغرفة الشرقية، وجلست على كرسي إلى جانب النافذة. لذلك سأنصرف الآن إلى تخيل وجود أشياء في هذه الغرفة بحيث تبقى فيها دائما، وسأجعل الأثاث من خشب الماهوغاني ، أنا لم أر من قبل هذا النوع من الخشب، وأنا أتكئ عليها برشاقة. أستطيع رؤية انعكاسي في تلك المرأة الرائعة الكبيرة على الحائط، أنا فارعة الطول وذات إطلالة ملكية، لا، إنه ليس الدقيق المنمش. أنت أن فقط، أن المرتفعات الخضراء قالت بجدية، مساء الخير، ومساء الخير أيها المنزل الرمادي الحبيب على تلك هذا ما أرجوه،