يفتتح ملاخي سفره بالمقارنة بين محبّة الله لشعبه، ومن العجب أنّ الكهنة هم الّذين قادوا الشعب إلى العصيان، فالمفروض أنّ الّذبائح والتقدمات كانت للتكفير عن الخطيئة، كان من واجب الكهنة إنّ يباركوا الشعب باسم الله، ومن أجل خطايا الكهنة والتقدمات المعيبة، وهذه المهانة المتراكمة على رؤوس الكهنة، وهو تحقق بصورة قوية مع فينحاس حفيد هارون، كان على الكهنة أن يقوموا بتعليم الشعب الشريعة الّتي سلّمها الرب لهم على يد موسى، اختار الله شعب إسرائيل ليكون له شعبًا خاصًّا، أنّه هو بنفسه الشاهد على الزواج، لم تمر خطايا الكهنة والشعب دون أن نلاحظ، فإن الأصحاح الثالث يبدا بإعلان أنّ ملاك العهد سيأتي بغتة إلى هيكله، فعندما جاء المسيح أعلن غضبه لما آل إليه أمر الهيكل، ولكن الجزء الكبر من عمل التطهير والتنقيّة سيتم عند مجيئه ثانية ويومًا ما سيأتي الكهنة واللّاويون بتقدمات مقبولة كما كان الأمر في أيام موسى وفي أيام فينحاس حفيد هرون(ملا2: 4و5؛ كان من أخطاء العائدين من السبيّ البابليّ، تعهد الناس بأن يكونوا أمناء في تقديم العشور (نح10: 37-39)، ويقول الرب على لسان ملاخي "هاتوا جميع العشور إلى الخزنة في بيتي طعام، وجربوني بهذا قال رب الجنود، إلى أن يقفوا أمام كرسيه لينالوا منه المديح والأكاليل والمكافآت، فهم الّذين سيكونون له خاصّة، في ضوء الدينونة المرتبطة بيوم الرب الّذي يختم به ملاخي نبوته، يحثّ الشعب على التوبة،