عتبر الفراغ أحد عناصر التشكيل في الأشكال المجسمة، وبالحركة المتجهة داخل العمل من وإلى الفراغات بداخله، ويتأكد لنا ذلك عند تذوق قطعة خزفية من حيث لونها وملمسها، «إن أول ما يجذب المشاهد نحو العمل الخزفي هو جمال الشكل، وترتيبه لأجزاء عمله على التقنيات التي يستخدمها، حيث ينتقي منها ما يساعده على ترجمة أفكاره التصميمية للعمل الخزفي عامة وللفراغ الذي يحتويه أو يحيط به خاصة، ونقل إحساسه وتعبيره الخاص للمتذوق لعمله الفني. والعمل الفني الخزفي مادة وشكل وتعبير وتقنية، يخرج بيد الفنان من خلال مادة على هيئة شكل بأساليب تقنية خاصة، لها قوة تعبيرية تؤكد تعبير كل من المادة والشكل، فلا يأتي عمله وليد الصدفة، حيث يتمثل ذلك في التقنيات التي يصيغ بها الخزاف الهيئات، أو المفردات التعبيرية التي يصيفها الفنان لبناء الفراغ في عمله الخزفي بفكره ومفاهيمه الخاصة وخبرته وأسلوبه المميز، العلاقة بين القيم التشكيلية والتعبيرية هناك علاقة ترابطية بين القيم التشكيلية والتعبيرية، حيث إن القيم التشكيلية بوضوحها المادي عاملا مساعدًا في الاستدلال على القيم التعبيرية، حيث إنه من المفترض أن يحتوي العمل الفني الجيد على قيمة تشكيلية عالية يحمل أيضًا مضمونًا، وقيمًا تعبيرية بنفس المستوى لتشكل مع بعضها وحدة تشكيلية وتعبيرية للعمل الفني. وتكمن أهمية القيم التشكيلية أو التعبيرية في أنها مصدر للقيم الجمالية، والقيم الجمالية - بدورها - هي شرط كل وجود أي عمل إبداعي نسعى لتحقيقه،