وقبْل أَن ينتشر ضوءُ النهار حقًّا، كانت إحدى قِطَع الطُّعم على عُمْق أربعين قامة، والقِطعة الثّانية على عُمْق خمس وسبعين قامة، الثّالثة والرّابعة في المياه الزّرقاء على عمق مائة وخمس وعشرين قامة، إلى الأسفل، والأجزاء الظّاهرة من الصِّنّارة كالقوس والرَّأس مُغطًّاة بأسماك السّردين الطّازجة، وليس ثمّة أيُّ جزء من الصِّنّارة الشَّهية والمذاق الطَّيِّب. باكور، رُمّانتي ثقل، من نوع العدّاء، وكان كلُّ خيطٍ تعرّض الطُّعم لأيَّة سحبةٍ أو لمسةٍ، طولُ كلِّ واحدةٍ منهما أربعون قامة، بحيث تستطيع عند الضّرورة أن تسحب أكثر من ثلاثمّائة قامة من الآن، وجدَّفَ برفق ليحافظ على استقامة الخيوط صعودًا كان الضّياءُ كافيًا والشّمس توشك أَن تُشرِق بين لحظةٍ وأخرى. وقد انتثرتْ عبر الّتيار، وانعكس وهجها على صفحة الماء، ارتفعت تمامًا، فراح يجدِّف دون أن ينظر إليها، إلى الأسفل حيث الماء، ويراقب الخيوط الّتي نفذت بعيدًا في ظُلمة الماء، وقد حافظ عليها مستقيمةً أكثر ممّا يستطيعه فيه، فإنَّهم يتركون خيوطهم تنجرف مع الّتيار، فقط لأنَّني فكلُّ يومٍ يومٌ ومن الأحسن أَن يكون المرءُ محظوظًا، عينَيْه كثيرًا إذا نظر إلى الشَّرق، كانت ثلاثة قوارب فقط في أنظر إليها مباشرة دون أن يغشاهما السَّواد، رأى طائرَ فرقاطٍ يحوم، وقام طائر الفرقاط ثمّ عاد « - حصلَ على شيءٍ ما، جدَّف ببطءٍ وثَباتٍ إلى حيث كان الطَّير يحوم، مع أنَّه أسرع ممّا كان يصطاد لو لم يكُن حلَّقَ الطَّيرُ عاليًا في الهواء، ساكنان، ثمّ أَسَفَّ فجأةَ،