مفهومها - مصادرها - شروطها - انواعها - خصائصها – أهميتها يبنى التفكير العلمي على عدة خطوات واجراءات علمية، وبالتالي فإن حل المشكلات العلمية يتطلب من الباحثين تحديد مجال وخط سير ذلك التفكير، بدون تخبط واضاعة للوقت، وهو ما يستدعي وضع وتقديم واقتراح التفسيرات والرؤى والحلول والتخمينات والتوقعات المحتملة كحل مبدئ للمشكلات العلمية، والباحث وهو يقوم بهذه الخطوة فإنه يوفر على نفسه الكثير من الوقت والجهد والمال، وبدون ذلك سوف يظل يتخبط غير قادر على الاهتداء إلى حل علمي ومنطقي للمشكلة التي يدرسها. التي تمثل افتراضات محتملة لحل وتفسير المشكلة العلمية التي يقوم الباحث بدراستها. وإذا كان الفرض العلمي هو تصور مقترح لتفسير الظاهرة أو المشكلة محل الدراسة، فإذا لاحظ الباحث مثلا ان هناك تراجع في نسبة توزيع الصحف في المجتمع، ذلك ان التحديد الدقيق للمشكلة لا يعني فهم ظروفها أو الوصول إلى تفسير علمي لها، وعدد الصحف ووسائل الإعلام المتاحة في المجتمع، والمستوى الاقتصادي والاجتماعي للأفراد، وما انتهت إليه الدراسات السابقة والمشابهة، وعلى الباحث هنا ان يضع فروضه وفق قاعدة الاحتمالات الأقرب للواقع، ولا يجنح بخياله بعيدا، وان يختار اقرب الفروض للمنطق واسهلها للتحقق والاختبار. وعلى الباحث ان يدرك انه ليس مطالبا بإثبات صحة الفرض الذي حدده ففي البحث العلمي تتساوى المكانة العلمية لمن اثبت صحة الفرض مع الذي اثبت عدم صحة فرض في بحث آخر، وليس مطلوبا في البحث العلمي ممن توصل إلى عدم صحة فرض معين أن يثبت صدق غيره من الفروض، ولا يقلل ثبات صحة الفرض من عدمه من اهمية البحث، ذلك أن مهمة الفرض هي توجيه الباحث نحو وجهة معينة وليس العمل بكل الأساليب على اثبات صحته، وفي المثال السابق المتعلق بتوزيع الصحف يمكن أن يعود نسبة توزيع الصحف المحلية عامة إلى: اختفاء مضامين معينة في تلك الصحف، أو تشابه الصحف، او وجود رقابة صارمة وتراجع الحريات الصحفية. فإذا تأكد باحث ارتفاع في مستوى المعرفة السياسية لدى متابعي القنوات الاخبارية، واثبتت جميع الدراسات المشابهة في مجتمعات مختلفة صحة الفرض المتعلق بوجود ارتفاع في مستوى المعرفة السياسية لدى متابعي القنوات الاخبارية فإن ذلك قد يتحول إلى حقيقة علمية تقود إلى وضع مبادئ لنظرية إعلامية تلخص ما توصلت إليه هذه الدراسات، إلا ان الوصول إلى نظرية معينة تفسر حالة ما لا يعني بأي حال نهاية المطاف في البحث العلمي، وبالتالي فهي ليست نهاية المطاف . كما أن النظرية نفسها تثير اسئلة جديدة في ذهن الباحث، وتوحي بفروض او علاقات جديدة بين الظواهر. ففروض البحث تكون عامة ومبنية على نظرية عليمة، أو نتائج بحوث ودراسات سابقة أو أسس منطقية، ومثل هذه الفروض تتضمن توقعات لنتائج البحث، وتصاغ الفروض الاحصائية لتقييم فروض البحث، علما ان الفروض الاحصائية هي تعبير عن واحد أو أكثر من معالم المجتمع الاحصائي الذي سحبت منه العينة، التي تمثل في اصلها الاغريقي مجموعة المبادئ الأولية التي يسلم العقل بصحتها، والتي لا يستطيع البرهنة عليها بطريقة مباشرة لشدة عموميتها ، ويعرف فان دالين الفروض بانها تفسير مؤقت او محتمل يوضح العوامل أو الأحداث او الظروف التي يحاول الباحث ان يفهمها ، كما تعرف الفرضية بانها تفسير مقترح للمشكلة موضوع الدراسة يوضح العوامل أو الأحداث او الظروف التي يحاول الباحث فهمها ، ويمكن التحقق من قبولها أو رفضها بواسطة ما يجمع حولها من معلومات وتحليل هذه المعلومات ، وليكون هذا الفرض كمرشد له في البحث والدراسة التي يقوم بها. ويعرف كل من الدكتور خضير كاظم، والدكتور موسى سلامة اللوزي في كتابهما منهجية البحث العلمي الفرض بانه عبارة عن توقعات منطقية عن اساليب حل مشكلة البحث . فالقطعي والثابت لا داعي لصياغته كفرضية احتمالية الحدوث أو الوقوع، وشرط الفرضية انها قد تصدق وقد لا تصدق انها نتيجة ملاحظة علمية ومشاهدات وتجارب مر بها الباحث انها تأتي نتيجة معطيات لم تثبت صحتها نهائيا . ويرى بركات عبد العزيز بان الفرض هو جملة أو مقولة أو حكم مؤقت يتضمن علاقة بين متغيرين أو أكثر بحيث تكون قابلة للاختبار، أي للتحقق منها ويرى الدكتور محمد انور محروس بان الفرض العلمي هو تفسير أو حل محتمل للمشكلة التي يدرسها الباحث يحتاج إلى تحقيق واثبات، ونستخلص من هذا العرض الوافي لتعريفات الفروض العلمية ما يلي: 1 - ان الفرض العلمي حكم مبدئي غير نهائي. 2 - ان الفرض العلمي حكم قد يصدق وقد لا يصدق. 3 - أن الفرض العلمي اسلوب علمي يقود إلى معرفة وتفسير المشكلات البحثية. 5 - ان الفرض العلمي بعد مرشدا للباحث في طريقة تعامله مع المشكلة التي هو بصددها. 6 - ان الفرض العلمي يبنى على أسس منطقية وعلمية، وليس على اهواء وميول ذاتية. 8 - ان الباحث يقف على الحياد مما وضعه من فروض علمية. 9 - ان الفروض العلمية هي نتاج خبرة الباحث وتجاربه وقراءاته. 11 - ان الفرض العلمي لابد أن يكون قابل للاختبار. وتأسيسا على ذلك فإنه يمكننا تعريف الفرض العلمي بانه حل مبدئي مبني على أسس منطقية يتصوره الباحث إزاء مشكلة معينة يقوم بتحليلها ودراستها، هذا الحل المبدئي يتدخل في تحديد خط سير الباحث، يتطلب وضع وصياغة الفروض العلمية بالصورة الصحيحة أن يلتزم الباحث بمجموعة من المعايير والأسس والقواعد بما يؤهله إلى تحديد فروضه بطريقة سليمة، تحقق الأهداف والأغراض التي وضعت لأجلها، وذلك كالتالي: 1 -الوضوح والبساطة والايجاز فالفروض يجب ان تكون واضحة لا لبس ولا غموض فيها، ويتم ذلك باستخدام الفاظ سهلة الفهم والادراك ومختصرة وتساعد التعريفات الاجرائية للمتغيرات في تحقيق عملية الوضوح، ومما يساعد في كل ذلك تقسيم الفرضية الواحدة التي قد تتسم بالعمومية إلى عدة فرضيات اكثر دقة وتحديدا. 3- ان تكون الفروض ممكنة القياس، وبالإمكان التحقق منها واختبارها بالأساليب والأدوات العلمية المتعارف عليها، بمعنى انه يمكن استخلاص الاستنتاجات أو النتائج أو الاستدلالات من الفرضية بطريقة تجعل الملاحظة التجريبية ممكنة، بحيث تدعم أو لا تدعم الفرضية ذاتها . والفرضية الصالحة للاختبار تجعل الباحث قادرا على تحديد فيما إذا كانت تلك النتائج اللازمة عنها قابلة للحدوث فعلا، ولكي تكون الفرضية صالحة للاختبار ينبغي أن تربط بين المتغيرات التي يمكن قياسها، 4- الا تكون الفروض متعارضة مع الثوابت والحقائق والفرضيات العلمية في الحقل العلمي الذي يقوم الباحث بالبحث فيه، وفي كل الأحوال فإن ذلك يتطلب من الباحث مراجعة التراث العلمي في مجال بحثه. 5 -الا تخضع الفروض لمعتقدات وأهواء وميول الباحث الشخصية. 8 - "ان تتضمن الفرضيات تحديد العلاقة بين متغيرات محددة. 9 - يجب ان تكون الفروض محدودة العدد، حتى لا تؤدي كثرتها إلى تشتت ذهن الباحث . 10 - الا تكون الفرضيات متناقضة مع بعضها البعض. 12 - من المهم الا يحتوي البحث على فرض واحد بل يجب أن يحتوي على عدة فروض، وهو ما يضع الباحث امام عدة خيارات تساعده على تغطية جوانب البحث المختلفة. ومعبرا عنها، وان يقدم اجابة محددة وواضحة للمشكلة، تكتسب الفروض العلمية أهميتها من أهمية البحث العلمي عموما، ومن أهمية ما تعكسه الاجراءات المنهجية من صرامة علمية تجعلنا نطمئن إلى ما يقود إليه من نتائج، وبصورة أكثر تفصيلا يمكن تحديد أهمية الفروض العلمية في النقاط التالية: ورسم الطريق لمراحله اللاحقة، وذلك لتحديد مصادر المعلومات، واختيار المنهج البحثي المناسب لطبيعة المشكلة. 2 - الاسهام في زيادة المعرفة، كما انها تسهم في صياغة النظريات. 5- تساعد الفروض في تحديد ابعاد المشكلة أمام الباحث تحديدا دقيقا يمكنه من دراستها وتناولها بعمق، وعزل وربط كل المعلومات التي لها علاقة بموضوع البحث ومشكلته. 6- تمثل الفروض القاعدة الأساسية لموضوع البحث، والتي تجعل من السهل اختيار الحقائق المهمة واللازمة لحل المشكلة وعدم التخبط، وجمع كميات من المعلومات الفائضة عن الحاجة دون هدف، وفي ذلك يقول كوهن " . كما اننا نعجز عن تمييز الملائم من الوقائع من المنافي، وان الفرض الثاني غير صحيح أو صحيح، أو القوانين الخاصة التي تسيطر على طائفة معينة من الظواهر أو تستخدم لربط بعض القوانين الخاصة التي سبق الكشف عنها، فتؤدي إلى تكوين النظرية. ويفتح ذلك مجالات أوسع لفروض جديدة. 12 - تقيد الفروض خطى الباحث، وتوجهه نحو الحل، وتحدد التجارب أو الملاحظات التي عليه القيام بها، وانتقاء الآلات التي تعين الباحث على إجراء التجارب الدقيقة، وتحدد هدف الباحث الذي يرمي إليه، 13 - تساعد الفروض الباحث على ترتيب وتكييف بياناته ومعطياته طبقا للفروض العلمية المطروحة بما ييسر عليه مهام التحليل لتفسير الظاهرة المدروسة . بحيث يتجه الباحثين إلى القيام فقط بما يجب القيام به، وهي جميعها اجراءات تساعد في اختصار الكثير من الوقت والجهد. والتي يمكن اثباتها من خلال الوصف او التجريب او من خلالهما معا . رابعا : مصادر الفروض العلمية -: لكنها تخمينات وتوقعات منطقية لحل مشكلة علمية محددة، وتشكل موردا مهما للأفكار العلمية، وتتمثل تلك المصادر في الآتي: -1النظريات العلمية: تشكل النظريات العلمية في مجال دراسة الباحث ومجال تخصصه رافدا علميا مهما يستقي منه فروضه، وذلك بهدف الاحاطة الكاملة بتلك النظريات واستيعاب الظروف والعوامل التي ساهمت في تشكلها. فالنظريات العلمية هي في الأساس نتاج العديد من البحوث العلمية المتراكمة التي افضت مجتمعة إلى من خلال الدراسة والبحث والاختبار المتكرر لفروضها إلى وضع أسس النظرية وعناصرها، وفي الواقع فإنه من المهم جدا للباحثين الذين يوظفون نظريات علمية في دراساتهم ان يستعينوا بفروض تلك النظريات في وضع وصياغة فروضهم العلمية، فإذا كان الباحث مثلا يجري دراسة حول الممارسة الصحفية للقائم بالاتصال في الصحافة الليبية فإن بإمكانه الاستفادة من الفروض العلمية التي تقدمها نظرية حارس البوابة، كما أن ذلك التوظيف لفروض النظريات العلمية يعكس مدى سعة اطلاع الباحث وفهمه وفطنته وقدرته العلمية، سبق وان ذكرنا بان الفروض ليست مجرد تخمينات ذاتية مبنية على ميول او أهواء أو أراء أو معتقدات شخصية، لكنها تخمينات وتوقعات منطقية لحل مشكلة علمية محددة، وتشكل موردا مهما للأفكار العلمية، وبقدر ما تمثل النظريات العلمية مجال خصبا للخروج بتصورات الفروض علمية منطقية وجديدة فإنها كذلك تشكل محددا موجبا وملزما خاصة للباحثين المبتدئين، الذين عليهم الانتباه إلى عدم تعارض فروضهم مع تلك النظريات حيث تلزم النظريات العلمية الباحثين بعدم اقتراح فروض تتعارض مع ما تم التوصل اليه، ان الاطلاع العميق والناقد والواعي، وتضفي عليه المكانة العلمية اللائقة، يشكل التراث العلمي في ذات تخصص الباحث مجال خصب ومهم للباحثين لاستقاء الكثير من الأفكار التي تفيد في مراحل الدراسة المختلفة، ويخصص الباحثون الجادون وقتا مناسبا للاطلاع على ما كتب ونشر من بحوث ودراسات وأراء وأفكار في مجال تخصصهم العلمي، وما توصلت إليه من نتائج مصدرا اساسيا يستند إليه الباحثين في تحديد ووضع فروضهم العلمية، حيث تشكل تلك الدراسات رافدا اساسيا يعين الباحثين على تلمس ما يناسبهم من فروض، لما لها من سند علمي، خاصة عندما يتعلق الأمر بنتائج متشابهة أو متفقة تم التأكيد عليها في دراسات مختلفة، وبالتالي فإنه من المهم جدا أن يقوم الباحثين بمراجعة عميقة وواعية لكل الدراسات التي اجريت في مجال تخصصهم والتي بالإمكان الاطلاع عليها، حيث يوفر كل ذلك مجالا واسعا لرصد وتحديد وصياغة الفروض العلمية بناء على ما انتهت إليه تلك الدراسات، وهو ما يعني ان هذه العملية تمت بشكل يدعو إلى الاطمئنان العلمي، ويحقق جانب مهما من الشروط التي يجب ان تتوفر في الفروض العلمية. 3- خبرة الباحث : لا يجد الباحثون الذين امضوا زمنا طويلا في مجال البحث العلمي صعوبة في تحديد ووضع الفروض العلمية المناسبة لأبحاثهم، وذلك نظرا للخبرة الواسعة التي يتمتعون بها، وتكسبه قدرة متميزة في انجاز البحوث العلمية، ويشكل كل ذلك مصدرا اساسيا في وضع الفروض العلمية. وتوفر الخبرة التراكمية للباحث القدرة على التخمين والتحليل والرصد والربط بين العلاقات واستخدام طرق القياس والاستنباط والتفكير العلمي الرصين. في المقابل فإنه لا يمكن الاعتماد على هذا المصدر بالنسبة للباحثين المبتدئين في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، -4 حلقات النقاش العلمي ونقصد بها الحوارات والمناقشات والسيمنارات العلمية التي تجمع المتخصصين من الباحثين والدارسين والمهتمين في ذات الحقل العلمي حول مشكلة علمية أو موضوع علمي معين، خاصة عندما تضم تلك الحلقات من يمتلكون خبرة علمية عميقة، وحس نقدي، ويجعل كل ذلك ذهن الباحث يتفتق حول فروض جديدة لحل مشكلته. وبالإضافة إلى كل ما ذكر فإن عملية بناء الفرضيات بالصورة الصحيحة ووفق الشروط السالفة الذكر تتطلب من الباحث جهدا ووعيا علميين، والتي تشمل الدراسات السابقة والدراسات المشابهة التي اجريت من قبل باحثين آخرين، 2- التخيل: لابد ان يمتلك الباحث قدرة واسعة على التخيل، وهو ما يعني أن تكون عقلية الباحث متحررة قادرة على تصور الأمور . فالتخيل يعني ان يحرر الباحث نفسه من انماط التفكير التقليدية، ويتخيل دون خشية فالباحث لا يتمكن من وضع فرضياته من خلال تعامله مع الواقع، ويتخيل وجود علاقات يخضعها للتجريب لذلك كله فلابد 3 -الجهد والتعب الباحث الجاد هو الذي يقضي وقتا طويلا مستغرقا في التفكير في موضوع بحثه، يناقشه مع زملائه الباحثين، ومع المتخصصين في نفس المجال، وفي كل اوقاته، وهو ما يساعده على بناء فرضياته بطريقة منطقية. إلى نوعين (1): 1 - فروض استقرائية: وهي الفروض التي يتم التوصل إليها من خلال الاستقراء، وملاحظة الجزء للوصول إلى التعميمات الكلية . بحيث يتم التعامل مع العديد من الحقائق التفصيلية الخاصة بموضوع البحث او مشكلته، 2 - فروض استنباطية أو استدلالية: وهي الفروض التي يتم اشتقاقها من نظريات قائمة اعم واشمل، فتظهر قيمة الفرض في هذه الحالة في الدراسات المستقبلة التي يقترحها الباحث نتيجة اختبار الفروض وتفسيرات هذه النتائج ب: أنواع الفروض وفقا لطريقة صياغتها : حيث تصاغ الفروض بإحدى الطريقتين التاليتين: أي ان الفرضية تتم صياغتها بطريقة تؤكد وجود علاقة ايجابية أو سلبية بين المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة، أو أن نقول: توجد علاقة بين التعرض للقنوات الفضائية الاخبارية ومستوى المعرفة السياسية بالقضايا الدولية أو نقول: توجد فروق في مستوى المعرفة السياسية لصالح الأفراد الذين يقرؤون باستمرار الصحف الاخبارية . وهكذا، وتعرض الأطفال للتلفزيون، والتعرض للقنوات الفضائية الاخبارية، والمتغير التابع المتمثل على التوالي في المشاركة في الانتخابات، والسلوك العدواني، ومستوى المعرفة السياسية بالقضايا الدولية. وفي نفس الاطار توجد صياغة اثبات لكنها سلبية، كأن نقول مثلا: توجد علاقة بين عدم متابعة وسائل الإعلام وضعف المشاركة السياسة، أو : توجد علاقة بين عدم التعرض للصحف وتراجع مستوى المعرفة السياسية بالقضايا الدولية، أو : توجد علاقة بين عدم قراءة الأطفال للمجلات وضعف التحصيل العلمي لديهم. الطريقة الثانية: وتسمى فرضية النفي، أو الفرضية الصفرية : وفي هذه الحالة تتم صياغة الفرض بأسلوب ينفي وجود علاقة بين المتغيرات المستقلة والمتغير التابع، أو ان يقول: لا توجد فروق احصائية بين اتجاهات الإناث والذكور نحو القنوات الاخبارية العربية . أو ان يقول: لا توجد علاقة بين تعرض التلاميذ للتلفزيون والتحصيل العلمي لديهم أو ان يقول : لا توجد علاقة بين تعرض الأطفال لمشاهد العنف في التلفزيون والسلوك العدواني لديهم . وهكذا . ويذهب البعض إلى أن الفرضية الصفرية أكثر سهولة لأنها أكثر تحديدا، لأنه إجراء إحصائي مؤقت يجب إعادته متى توافرت بيانات كافية لاختبار فروض تجريبية . وأساس الفروض الاحصائية هو الفرض الصفري الذي يفترض بداية عدم إمكانية الحصر الكافي والدقيق لبارامترات الأصول أو العينات نتيجة ندرة البيانات أو المعلومات أو عدم كفاية الاطار النظري للبحث بالشكل الذي يجعل الباحث يطمئن بداية إلى عدم وجود فروق، أو عدم وجود علاقة ذات دلالة أو مغزى احصائي، واي نتيجة خلاف ذلك تكون بسبب عوامل أخرى وليس بسبب الاتفاق في الخصائص أو السمات الخاصة بالعينات أو الأصول. فإن الصيغة الثانية فرضية النفي" تؤكد عدم وجود علاقة بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة، وفي الحالتين فإن الباحث يتجه في دراسته للتأكد من صحة أو عدم صحة ما ذهبت إليه تلك الفروض. ج الفروض الموجهة والفروض غير الموجهة: وتظهر في الفروض الموجهة توقعات الباحث حول اتجاه العلاقة أو الأثر وقدرها، وكمثال على ذلك كلما ارتفع المستوى الثقافي تحسن المستوى الصحي، فالمتغيرات هنا صحي - ثقافي والفرضية اشتراطية فإذا ثبت هذا الشرط كان الفرض صادفا، ومن أمثلة الفروض الموجهة ايضا: --كلما زاد تعرض الأطفال للتلفزيون زاد معدل العنف لديهم. يوجد ارتباط طردي بين قراءة الشباب للصحف ومشاركتهم السياسية. -كلما زاد تعرض الأطفال للتلفزيون قل معدل تحصيلهم الدراسي. بينما لا يقدم الفرض غير الموجه والفرض الصفري إلا بداية ضعيفة للاختبار لا تساعد الباحث على توجيه ادواته المنهجية وطرقه الاحصائية للوصول إلى النتائج التي يستهدفها من صياغته للفروض العلمية. -توجد علاقة بين التعرض للإعلانات التلفزيونية واقتناء السلع. -توجد علاقة بين قراءة المجلات والمستوى الاقتصادي. د الفروض المطلقة والفروض الاحتمالية : مثل قولنا: ان كل الانقلابات العسكرية دبرها وقادها ضباط ذوو رتب متوسطة. 2 - الفروض الاحتمالية مثل قولنا ان 85% من الانقلابات العسكرية قام بها ضباط من الطبقات الوسطى. وفي كل الأحوال فإنه يجب على الباحث الا يتعامل مع الفرض باعتباره حقيقة علمية مؤكدة، ولكن عليه دائما ان يختبر ويقيس الفروض وفق الأدوات البحثية التي يستخدمها في دراسته وان يقف على الحياد من كل ذلك، و اختيار صيغة الاثبات أو النفي في وضع الفروض لا يتم بصورة عشوائية، وانما هي عملية تؤسس على خبرة الباحث وتمرسه واطلاعه، دون أن يعني ذلك - وكما سبق الاشارة - ان يتحيز الباحث اثناء جمع البيانات والمعلومات إلى ما يؤكد صحة افتراضاته كونه هو الذي قام بوضعها واختيارها كحل مقترحلمشكلته بناء على خبرة سابقة، ويظهر تاريخ البحث العلمي بان الفرضيات التي اخفقت في الحصول على الدعم والقبول فاقت بكثير في عددها تلك التي لاقت الدعم، التفسير الصحيح للأمور. فالأمر هنا قد حال قبول الفرضية يرتبط فقط بعدم توفر الأدلة الكافية على رفضها. 1- توجيه الدراسة: فالدراسات التي لا تنطلق من فروض بحثية تفتقر كما تفتقر إلى نقطة البدء الصحيحة، حيث أن الفروض تعد بمثابة خطة عمل تحدد للباحث الخطوات التي يجب عليه اتباعها. 2-التقليل من احتمالات التجربة والخطأ: وهي الاحتمالات التي تنتج عن الدراسة العشوائية لموضوع معين. -3 المساعدة على استبعاد تأثير المتغيرات الوسيطة: وهي المتغيرات التي من الممكن ان تؤثر على سير الدراسة ونتائجها. -4 المساعدة على تحويل المتغيرات إلى وحدات قابلة للقياس الكمي: وذلك من خلال التعريف الاجرائي للمتغيرات التي تتضمنها الفروض. سابعا : تساؤلات البحث : تتفاوت اهداف البحوث بين الاجابة على تساؤلات أو اختبار فروض معينة والتحقق منها، عن تعرض طلاب جامعة الزاوية المواقع التواصل مثلا -ففي دراسة -الاجتماعي والاشباعات المتحققة يتم وضع عدد من التساؤلات وذلك كالتالي: بحيث تصاغ كل هذه التساؤلات وفقا لأهداف البحث، ولتأكيد علاقة أو نفيها بين متغيرين أو أكثر. فصول الدراسة. كالهدف من الهدف، فإذا كان الاتجاه العام لأهداف البحث هو وصف وتشخيص مشكلة من المشكلات، أما إذا كان البحث يهدف إلى تحليل العلاقة بين متغيرين أو أكثر، كالتعرف على مدى ارتباط المستوى الاقتصادي والاجتماعي بالإقبال أو الاحجام عن تنظيم الأسرة، فانه في هذه الحالة يمكن استخدام الفروض والتحقق من صدقها. كما تستخدم التساؤلات ايضا بدل الفروض في البحوث التي تتعرض الموضوعات جديدة لم يسبق التعرض لها، وتستخدم التساؤلات بدل الفروض لان هناك بعض المشكلات التي لا تسهل صياغة فرضياتها على شكل علاقة بين متغيرات، وكذلك عندما يتعلق الأمر بالباحثين المبتدئين، ويرى ذوقان عبيدات واخرون انه إذا كان البحث يهدف فقط إلى الوصول إلى حقائق فلا قيمة للفرضيات،