ولا يفوتنا ذكر الانحراف عن مقاصد الشرع المقدس والذي حصل نتيجة هيمنة بعض الأشخاص على مقاليد الحكم بأيدلوجية دينية أو سياسية معينة ومحاولة فرضها بشتى السبل على الجميع في العراق وهذا ما بدا واضحاً في عهد سيطرة الدولة العثمانية على أقل تقدير التي استمرت قرابة أربعة قرون من الزمان، ومن ثم أعقب ذلك نشوء الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي بعد تدخل من قبل رجالات الدين المعروفين آنذاك وإعلانهم الثورة على المحتل الانكليزي وتحرر العراق وتحوله باتجاه بناء الدولة الحديثة وكان للشريعة الإسلامية الحظ الأوفر في رسم الأحداث والتأثير فيها بشكل ايجابي ومن ثم كان لها البصمة الواضحة على التشريعات التي رافقت هذه التطورات. المحاماة من المهن الدفاعية التي تنصف جميع الأطراف و يقال انها مهنة نبيلة لإنه في القديم كان يزاول تلك المهنة النبلاء والأشراف وأصحاب المكانة الرفيعة فقط، كما أن مهنة المحاماة المهنة الواسعة التي تتفرع إلى الكثير من الأقسام فالمحامي يلقى على عاتقه الكثير من الأمور و ليس شرطا أن يكون هناك مظلوم أو ظالم , كما إن المحاماة تقوم على الكثير من المبادئ الرئيسية و الهامة أهمها الصدق و الإخلاص في التعامل فكثير من المحامين يعتبرون أن الصدق هو المفاتح الرئيسي لبناء قاعدة جماهيرية و ايضا وسيلة فعالة لكسب ثقة الزبائن لهذا يعتبر الصدق من الأمور الهامة التي تلعب دور كبير في نجاح اي محامي كما أن الإخلاص هو من المبادئ الرئيسية التي يجب أن يتحلى بها كل محامي فطالما كان المحامي مخلص لموكله إذن هو يمشي في الطريق الصحيح كما أن إخلاص المحامي للقضية هو شيء مهم وتطبيق النصوص الصائبة التي تحقق العدالة هو شيء أهم لهذا يعد الإخلاص من الأمور الجوهرية و الرئيسية التي يجب أن يتحلى بها كل محامي أو محامية تعتبر مهنة المحاماة من أرفع وأشق المهن على الإطلاق حيث أن المحامون هم المبدعون والمتحدثون بلسان العدالة على مر التاريخ ويشاركون السلطة القضائية مهمتها في تحقيق العدل وإحقاق الحق في هذا المجتمع ولذلك كان لزاماً على المحامي أن يكون على قدر المسئوليه مدركا لقيم الحق والعدل. فالمحامي إذن هو إنسان عاقل راشد يتفاعل مع الواقع بكل مصداقية فهو يقرأ ويستمع ويشاهد بعقله وعلمه ووجدانه بكل حذر وتفهم وتأكيد وبعيداً عن العاطفة والإغراء بأنواعه المختلفة والعلاقات أو الصِلاتِ بأنواعها وذلك عند الدفاع عن الحق والعدل ضد الظلم والطغيان، ووسيلته في ذلك قوله وكلامه المنطقي المقبول والمعقول من خلال عقله السليم ومنطقة القويم وثقافته الواسعة وبلاغته الحصينة واستنباطه الحكيم في إيجاد باقي حلقات السلسلة المفقودة لقضية موكله في دفاعه وقناعته التامة بأنها حق يجب إظهاره على الباطل ودون أن يكون له أدنى شك في عدم قدرته على نصرة ذلك الحق ، إضافة إلى أنه شخصاً ذو أهمية كبرى ومعيناً للقاضي في بيان الحق ودلائله المؤكدة لإثباته يقيناً وإلا لما كان جديراً لأن يطلق عليه لقب محام، ومن هنا إجتمع الكثيرون بأن المحامي يجب أن تكون لديه المكنات السامية والقدرات العالية لأن يكون أديباً بارعاً ومفكراً متميزاً، كون مهنة المحاماة هي الوحيدة التي تقتضى ممتهنها تلك الآليات والإمكانيات من الصفات الحسنة والحميدة والنادرة،