كان خروج نزار إلى ساحة الشعر صاخبا، عبر نشر ديوانه "قالت لي السمراء" عام 1944 قبل تخرجه من الجامعة بعام واحد، وأثار الديوان -الذي ضم قصائد جريئة في الغزل والتغني بجسد المرأة ومفاتنها- جدلا واسعا. لقد كان نشيد الحب وهاجس تحرير القلب والجسد القاسم المشترك لأشعار نزار في دواوينه الأربعة الأولى، لكن تحولا نوعيا سيطوح به إلى أفق شعري آخر متأثرا بنكسة 1967. فإنه صرف جانبا مهما من قريحته في جلد الذات العربية وتقريع الأنظمة العربية التي جلبت عار الهزيمة في نظره. ذاع صيت قصائده السياسية على غرار "هوامش على دفاتر النكسة، وقال الكاتب اليمني ناصر يحيى -في موقع الجزيرة نت- إن الثمرة لهذا التوجه كانت أساسا ديوانه السياسي الأشهر "هوامش على دفتر النكسة" الذي "انتشر كالنار في الهشيم في دنيا أمة وجدت نفسها فجأة تستيقظ على فاجعة هزيمتها المذلة، وهي التي نامت على أغاني النصر وهدير أحمد سعيد" في إذاعة "صوت العرب" يبشر بتحرير فلسطين "خلال ساعات". في "هوامش على دفتر النكسة" قال نزار "إذا خسرنا الحرب لا غرابَه/ لأننا ندخلها بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابه/ بالعنتريات التي ما قتلت ذبابه/لأننا ندخلها بمنطق الطبلة والربابه". لكنه أنهى مسيرته بحنق طافح على أوضاع العالم العربي، جسدتها قصائد سياسية شهيرة كانت آخر ما أبدعه، على غرار "متى تعلنون وفاة العرب؟،