خلص التحليل إلى وجود مواقف متباينة حول ضرورة وجود الآخر للأنا. فبعضهم يرى أن وجود الآخر ضروري لوعي الذات وإثباتها، بينما يرى آخرون استقلال الأنا ووعيها بذاتها عبر الفكر، مُشككين في إدراك الحواس. الفلسفة، بعكس المواقف الجامدة، تستقبل كل الأفكار، فالقوة الإقناعية المنطقية هي الفيصل. رغم احترامي لكل الآراء، أرى أن وجود الآخر ضروري نسبياً لوعي الذات، فهو الوسيط الذي يُمكّن من إدراك حسناتنا وسيئاتنا، ويرجعنا إلى ذاتنا، مُعرّفاً لنا نقائصنا. فبواسطته نراجع أنفسنا، ولا نشعر بالفعل إلا بوجوده. لكن، هل ترتبط طبيعة وجود الآخر بطبيعة معرفتنا به؟