يشكو صديقي المتذمر المتشائم دائما: لقد غدت عنابة نموذجاًللتخلف والفقر والأمية وانتشار الأمراض الاجتماعية وأصبحيسعى إليها كل من في نفسه طموح وتفاؤل ويتابع: إن سر الحياةالمريحة والسعيدة ينقلب فيها يوماً بعد آخر وهي التي كانت تمنحدائماً ملامح الأمان والراحة التي لم تكن لتتوفر في مدن أخرى.عنابة التي تعيش هذه الأيام في منتصف المسافة بين العودةإلى بهائها المعهود وبين الفوضى والخوف على ما تبقى.بكل وضوح تعيش في حالة بليغة من التوتر اليومي مع أهلهاالذين تتقاذفهم التحديات الأمنية والهموم والقلق وكأن الهزيمةقدر ينتظرهم وقال صديقي: لا تسعد كثيراً يا هذا فالمدينة يتناوبعليها دورات من الأوجاع بين الحين والآخر تخلخل مجتمعهاوتهز وجدانه الآمن وهي تؤسس كما يبدو لتاريخ موجع وصادم،نصور المعاناة والتحديات وحوادث القتل والترويع والعنفوالصراعات والفساد كلها أسئلة يومية مقلقة يرددها العنابيونفي كل الأحياء وبالأخص طوفان الجرائم والحوادث اليوميةهناك في الغابات والشواطئ وغيرهما مما يوحي بأن المدينةغدت بكاملها عرضة للخطر يتقاذفها تحديات لا يستهان بهاوهي بحاجة ماسة للعلاج الفوري وتجهيز غرف الإنعاش لكلفي عنابة اليوم الكل يشتكي ويفتقد الدفء في بيته فما بالك بالذييعيش معزولا في الصفيح واحياء الفقر حيث لا طعام ولا كساء استمعت بانتباه شديد إلى صديقي ورحتيسرق الجهل والشرور والإهمال بهاءها،يضيقون بمدينتهم وكيف أصبحوا يهجرونها بحثاً عن الأمان فيهلأوصلها إلى هذه الحال؟. وتابعث: لماذا كان التسيب يسبب ليفائض الحزن كلما التقيت صديقاً أو قريباً وهو يروي لي ذات حيث أتذكر مولاتيمدينتي وأغيب معها في الوجع؟ ولكني أعود وأتذكر: عنابةمدينة على قدر التحدي وبحجم الأمال،