نتائج الحرب الباردة 1- سقوط الإتحاد السوفياتي عشية عيد الميلاد سنة 1991 ، وسلم كافة سلطاته إلى الرئيس الروسي بوريس يلتسن، ثم غادر مبنى الكرملين، في نظرة على الوضع الاقتصادي في العالم وفي الاتحاد السوفياتي في مطلع الثمانينات، وحسب تقارير ال سي آي أي CIA، كان الاقتصاد السوفياتي يعاني من انكماش كبير وعلى حد وصفها أصبح بطيئاً كالسلحفاة" ساهم في ذلك انهيار أسعار البترول والذي كان أساسياً في اقتصادهم، وميزانية سباق التسلح وغزو الفضاء الباهظة، إضافة الى المساعدات المالية والعسكرية الكبيرة التي تقدمها الدولة الى حلفائها في أنحاء العالم، وصعود قدرات بعض الدول الآسيوية المنافسة مثل كوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة وهونغ كونغ والتي أطلق عليها لقب " نمور آسيا" وابتداع الصين أواخر السبعينات لنموذجها الخاص المدمج، والذي جمع بين الفكر الشيوعي مجتمعياً والفكر الرأسمالي اقتصاديا، ليصل معدل نموها إلى أكثر من 9%، وبعض دول أميركا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك، أما أغلب دول العالم الثالث ذات النظم اليسارية، فأصابها الإحباط في مجالات التنمية بسبب فشل الخطط الاقتصادية التي تحاكي النموذج السوفياتي، ومرد ذلك الى هجرة الأدمغة والكفاءات العلمية وهجرة البرجوازية التجارية والصناعية، كما تعرض الكثير منها الى نزاعات داخلية ذات خلفيات إثنية أو دينية، كل 46 هذا أدى إلى ركود كبير في الاقتصاد السوفياتي. كما عانى الاقتصاد السوفياتي منذ أواسط السبعينيات من صعوبة التكيف مع التغير التكنولوجي السريع في اقتصاديات العالم والذي ترافق مع التطور الهائل في التكنولوجيا، ولم يعد الاقتصاد السوفياتيو اقتصاديات الدول الشيوعية تلبية حاجات الأسواق المحلية، وتراكمت الديون على الكثير من هذه الدول، وفشلت خطط التنمية ، كما أن دخول عالم المعلوماتية كان شديد البطء مقارنة مع الولايات المتحدة، ففي العام 1990 مثلاً كان الإتحاد السوفياتي يمتلك حوالي 400 ألف جهاز كمبيوتر فيما كانت الولايات المتحدة تمتلك حوالي 30 مليون جهاز؛ كما ان تنامي شبكة الاتصالات والتواصل بين البشر أدى الى تبادل الافكار وكسر الحصار الثقافي ونشر الأفكار الليبرالية وتراجع الايديولوجيا الشيوعية، بل ونجحت في كسر الإرادة السوفياتية بتثبيت دعائم النظام الماركسي في أفغانستان مثلاً،