والمرحلة الأولى لتطور هذا العلم تمثل الحتم البيئي حيث كانت الإشارة إلى الجغرافية السياسية تأتى عرضية، فالذكاء والمهارات الفنية لها علاقات وثيقة بالمناخ مثلا. ووحدة الدولة من خلال كتابه عن (السياسة)، فهو يرى أن الاعتبار السياسي يلعب دورا كبيرا في تحديد حجم السكان الأمثل للدولة المثالية من أجل تحقيق الرفاهية لكل فرد في المجتمع، فينبغي ألا يكون عدد السكان كبيرا يصعب حكمه، كما يرى أن نجاح الدولة يتوقف على استغلالها لمواردها لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وأن عاصمة الدولة يجب أن تجمع بين مرايا الدفاع وبين خدمتها لجميع أطرافها. وهذا ما تهتم به الجغرافية السياسية بعد استقلالها حاليا. حيث كان يرى أن المدينة الدولة) هي | الشكل المناسب للسكان، كما أشار إلى نشأة الدولة وأن وحدتها تتحقق من خلال ترابط سكانها وتجمعهم. حيث أشار إلى القبيلة والدولة والصراع بين البدو والحضر، كما ناقش نشأة الدولة وعوامل انهيارها وأثر السلالة في تكوين الدولة، وكما ورد في كتابات ابن بطوطة في وصفه لمدن غرب أفريقيا، كما يبدو من : كتابات (بودن) في القرن السادس عشر الميلادي الذى كان يرى أن شكل الجمهورية ينبغي أن يتطابق مع . وكذلك (منتسكيو) الذى يرى أن هناك صلة بين المناخ والقدرة على التنظيم والعدوان، والذي أشار في كتابه (روح القوانين) إلى أثر كل من المناخ وسطح الأرض على حياة الشعوب والقوانين والنظم السياسية،