إن أهمية أي مؤسسة اقتصادية لا تكمن فقط في رقم أعمالها و لكن في مدى قدرتها على تنشيط الاقتصاد الوطني و اندماجها في مجمل البنية التحتية ، باعتبارها حلقة هامة في سلسلة مترابطة من المؤسسات يبنى عليها اقتصاد البلاد خاصة الصناعية منها حيث أن التطور الصناعي و بروز المنافسة في هذا المجال ساهم في ظهور عدة عوامل مساعدة إن لم نقل أساسية في بقاء المؤسسة، ولا جدال في أن العلاقات الإنسانية الطيبة تلعب دورا أساسيا في نجاح أي عمل سواء كان هذا العمل عمل تجاريا أو حكوميا ، فنجاح أي مؤسسة تجارية أو أي مكتب حكومي يعتمد كثيرا على عدد ما تكسبه من أصدقاء و عدد ما يتحاشاه من أعداء و أساس كل هذا هو العلاقات الإنسانية. و لا نبالغ إذا قلنا أن العلاقات الإنسانية من أهم جوانب التسيير الأمثل و الجيد للمؤسسة لأن الجانب الهام من حقيقة الشيء هو بنيته أي شبكة العلاقات التي تكون بمثابة الهيكل فالشيء إذا فككنا أجزائه و أبطلنا بنيته فسد قوام الشيء هو العلاقات الرابطة بين أجزائه و من خلال هذا التشبيه يمكننا القول أن العلاقات الإنسانية بالنسبة للمؤسسة هي بمثابة البنية و الإطار.