تؤكد المصادر التاريخية أن فلسطين قد عرفت على غرار العديد من مناطق العالم عهوداً كثيرة فكانت للفينيقيين دولة، وعرفت للعرب الكنعانيين دولة، إلا أن ما ميز فلسطين عن باقي بلاد العالم أنها كانت مهد الديانات السماوية وموطن الرسل والأنبياء. ويعتبر تاريخ بلاد الشام - ومنها فلسطين إلي حد ما - زبدة لتاريخ العالم، وقد جعلت الطبيعة من بلاد الشام أو سورية، والرومان قد استولى كل منهم على بعض بلاد الشام أو كلها، حيث شهدت هذه البلاد الصراع بين كسرى وهرقل، في حين أنه على امتداد التاريخ المعروف الذي يقترب من خمسين قرناً قبل الإسلام لم يعرف لليهود دولة قوية في فلسطين إلا في تلك الفترة التي بدأت بحكم داود - عليه السلام -، وضعفت بعد موت ابنه سليمان 1015 - 950 ق. م، ولم تتعد سيطرتهم الحقيقية مدة أربعين سنة حسب كتب اليهود أنفسهم. وفي القرن السابع الميلادي كانت فلسطين خاضعة لحكم الإمبراطورية البيزنطية، إذ تؤكد كتب التاريخ الإسلامي أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قد: " أعد قبل وفاته - عليه الصلاة والسلام - في عام 11 هـ في 632 م جيشا بقيادة أسامة بن زيد،