أما التزكية فتحتمل بعدا روحيا يتجلى أساسا في تحقيق معنى التوحيد وجوهر الإيمان في نفس المزكي وإعلاء أمره تعالى على شهوات النفس فتكون بذلك ترقية لنفسه وإصلاحا لها وتربية على محاسبتها وثمرتها الالتزام بأحكام الدين وأخلاقه، بحيث تؤدى حقوق الله وحقوق النفس وحقوق الغير من الناس. كما أن البعد المادي المتمثل في نماء المال وحصول بركته ظاهر لا يخفى. قال تعالى: ﴿وَمَا أَنفَفْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفَةٌ، وقال سبحانه: ﴿وَمَا عَاتَيْتُم مِّن زَكَوةِ تَرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ با وليك هُمُ الْمُضْعِفُونَ) (الروم (38)؛ ولما كانت الحياة وما فيها ينسب إلى الله تعالى فإن الأبعاد الروحية تبقى مرتبطة بالأبعاد المادية محققة بذلك أسمى مقاصد وثمرات إخراج الزكاة.