وكثيراً ما كان يمد يده من النافذة التحيتهم ، عندما حملوا جثمان جذي من البيت ، أمسك والذي يدي بشدّة وهو يسير خلف النعش وسط الجموع لا أعرف لماذا كانت بده تمسك بي بشدّة في ذلك اليوم ، لكن ما أعرفه هو أن هذا الطريق كلنا سنمشي فيه مهما طال البقاء . وتبقى للإنسان أعمله الطبية التي تخلد ذكراه بين الناس وترفع منزلته عند خالقه الذي أقبل عليه كان الكثير من الشباب و الرجال يتدافعون ليحصلوا على شرف حمل النعش الذي شي فيه جدي ، في حين كانت النساء من حولها ينتحين شعوراً بالفجيعة . وكنت ما زلت صغيراً جداً ليتجاوز نظري ما فوق رؤوس الرجال ، وكانت هناك مجموعة أخرى من النساء يواصلن السير إلى جانب الموكب تحت سياط الشمس اللاهبة من دون أن يتوقفن عن البكاء . توقفت الجنازة عند بيت ابنته الكبرى الشيخة موزة بنت سعيد ، في حين وقفت إلى جانب القبر حابساً دموعي .