مفهوم الثقافة لدى جماعة مدرسة بيرمنجهام: حيث يقول: «الثقافة مكل مركب يشتمل على المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاق والقانون والعرف وغير ذلك من الإمكانيات التي يكتسبها الانسان بوصفه عضوا في المجتمع، الذي يعتبره من أخطر المفاهيم فكان تركيزه منصبا حول هذا المفهوم فإذا كانت كلمة ثقافة تعني في الأصل العناية بالزراعة وتربية الحيوانات الداجنة فإن هذا يوحي بمعنيين التنظيم والنمو التلقائي". أن الجذر الاتيني لكلمة ثقافة culture هو يفلح colere والذي يمكن أن يعنى أي شيء ابتداء من حراثة وزراعة الأرض إلى السكنى والعبادة والحماية وتطور معناها من "يسكن أو يستوطن، ولهذا فإن عناوين مثل الثقافة والاستعمار culture and colonialism هي للمرة الثانية ضرب من الحشو ولكن كلمة اللاتينية ينتهي بها المطاف لتصبح شأن المصطلح الديني وتعني عبادة أو دين أو عقيدة تماما مثل فكرة الثقافة نفسها في عصرنا ومن خلال الحفر في جذور هذه الكلمة تبرز مخاطر هذا المصطلح وأبعاده المختلفة، فإن المسألة تكون أكثر تعقيدا وغموضا حسب ويليامز ومنه في الثقافة تلخص تجربة المجتمع ووعيه بذاته ومحيطه فهي تشكل نافذة يطل منها الباحث على كل نواحي الحياة العلمية والسياسية والروحية للمجتمع بما هي تسجيل أو سجل للقيم الأساسية التي تحكم الممارسة العلمية والسياسية والإنتاجية، لتشكل جملة من الأنساق التي تسبح بها في فضاء أو مجال رمزي مشبع بالمعاني والأفكار والعقائد وأنماط العلاقات الاجتماعية والتطلعات وكل المؤثرات الفاعلة التي تصوغ الهوية العامة لمجتمع من المجتمعات ، كما استفاد النقاد الذين جاءوا من بعده من مقولات ميشال فوكو michalfaucoult و بیار بوردیو pierre Bourdieu من أجل تشكيل فهوم جديدة للمسألة الثقافية في ضوء المعطيات السياسية والاجتماعية، مفيدة لتحليل البني الاجتماعية والثقافية لذلك ينبغي الربط بين الثقافات والنصوص وسياقاتها السياسية والاجتماعية، إلى خطاب نقدي يعكس القيم الإيديولوجية والسياسية السائدة من ناحية وهكذا يصبح النص عبارة عن علامة ثقافية بتعبير الغذامي) هي جزء من سياق ثقافي وسياسي أنتجها، وما يريد هؤلاء النقاد هو الكشف عن الانظمة الداخلية لهذه العلامة ( الثقافية) في إطار مناهج التحليل المعرفية،