كانت إيمي فتاة تعيش حياة عادية في قرية صغيرة تطوقها الجبال من كل الجهات لم تكن القرية تمتلك أي أسرار سوى أسرار الناس البسيطة كل شيء كان يسير برتابة مملة في حياة إيمي حتى ذلك اليوم الذي تغيرت فيه حياتها للأبد في صباح يوم بارد شعرت إيمي بشيء غريب يجذبها نحو الغابة القريبة كانت الغابة مكانًا محظورًا في القرية إذ تحكى عنها قصص مرعبة لا أحد يجرؤ على دخولها ولكن إيمي شعرت وكأن هناك نداءً داخليًا يجبرها على المضي لم تخبر أحدًا عن نيتها بل تسللت من منزلها بصمت وحين وصلت إلى حافة الغابة شعرت بنسمة هواء باردة كأنها تخبرها أن تعود لكنها تجاهلتها وتوغلت في أعماق الأشجار كانت الأشجار كثيفة للغاية حتى أن الضوء بالكاد يصل إلى الأرض وكلما تعمقت شعرت وكأن الوقت يتوقف استمرت في السير حتى لاحظت فجأة أن الأرض من تحت قدميها أصبحت غريبة كانت ناعمة كالزجاج ولكنها باردة كالثلج وحين رفعت رأسها رأت منظرًا لا يمكن تصديقه لم تكن الغابة كما عرفتها بل أصبحت أمام أرض غريبة يحيطها ضباب أبيض كثيف كانت السماء هناك سوداء ولكنها مليئة بنجوم لامعة كأنها تراقبها شعرت بالخوف للحظة ولكن الفضول دفعها للمضي قدمًا وكلما خطت خطوة شعرت وكأنها تترك عالمها خلفها بدأت الأصوات تصل إليها كانت أصوات همسات وضحكات وأحيانًا صرخات مكتومة لم تستطع تمييز مصدرها ولكنها كانت تعلم أنها ليست وحيدة