تعتبر مشروعات رعایة المسنین من المشروعات الحدیثة نسبیاً في المجتمع الفلسطیني، إذ أن المجتمع الفلسطیني بتركیباتھ الأسریة والعائلیة یتضمن قیما تربویة ودینیة تحرص على رعایة المسنین، أدوارھا، كذلك التراجع الملحوظ في دور الجماعات القرابیة في العنایة والرعایة بذویھم من المسنین. إن من حق المسنین على المجتمع الذي ق ّدموا لھ عملھم وخبرتھم في شبابھم ورشدھم على مدى عقود متتالیة، أن ییسر لھم الرعایة الشاملة ذات الجودة الشاملة، وتتضمن رعایة المسنین رعایة شخصیة بكافة مظاھرھا )جسمیاً وعقلیاً واجتماعیاً وانفعالیاً(، 2002: 47(، حیث ینطوي نسق القیم في الثقافة الفلسطینیة على احترام وتوقیر المسنین، وھذا ما أكدتھ الشرائع السماویة وجعلتھ فرضاً قبل أن تعرفھ القوانین الوضعیة بقرون عدیدة. ویعتقد البعض أن شریحة المسنین أصبحت قاب قوسین أو أدنى من الرحیل وبالتالي فإن إمكانیة 2002: 318(، فالمسنون شریحة من المجتمع الفلسطیني علمتھم الأیام وصھرتھم التجارب فھم قادة وحكماء لھم خبراتھم وتوجیھاتھم، تقدیرھم الأمور، وبالتالي ضرورة استثمار خبراتھم وتجاربھم وتوظیفھا لخدمة أنفسھم ومجتمعھم. وترجع أھمیة ھذه الدراسة إلى أن فئة المسنین تعد من الفئات الھامة في المجتمع الفلسطیني لما یتمتعون بھ من خبرات متعددة في مجالات كثیرة، ونظراً لخصوصیة المجتمع الفلسطیني الذي یعاني من وضع اقتصادي صعب یتمثل في ارتفاع معدلات البطالة وضعف موارد السلطة الفلسطینیة إضافة إلى الأعداد المتزایدة من المسنین ینعكس ذلك على أوجھ الرعایة المتكاملة لھم. 5% من مجموع السكان، حیث یبلغ متوسط وللإناث 74 سنة تقریبا، باستمرار، وتعرضھ للسجون والقھر المؤدي إلى زیادة في استشھاد الكثیر من الشباب، وحسب توقع البنك الدولي لعام 1997، تصل نسبة المسنین عام 2010 إلى 5. 85%، وتشیر الإحصاءات إلى انخفاض المستوى التعلیمي في صفوف المسنین، 2%، و56% من الذكور و41% من الإناث یعتمدون على أبنائھم في إعالتھم، 2000(. إن تسلیط الضوء على المشكلات التي یعاني منھا المسنون یسھم في المزید من الفھم لاحتیاجاتھم وخصوصاًمعندرةالدراساتالعلمیةفيھذاالمجالفيالمجتمعالفلسطیني، حیثلمیتسّنللباحث العثور على أیة دراسة تناولت مشكلات المسنین في مؤسسات الرعایة الاجتماعیة للمسنین في المجتمع الفلسطیني، مما لا شك فیھ أن ذلك سیزودنا بنتائج تعمل على توجیھ الطاقات الموجودة لدى ھذه الفئة، وباعتبار أن المسنین ھم شریحة من المواطنین لا تسمح لھم قدراتھم وامكاناتھم من التكیف مع المتغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة، مما یزید من حدة معاناتھم من المشكلات المختلفة، لذا فإن الاعتبارات الإنسانیة والوطنیة تحتم ضرورة شمول ھذه الفئة بالدراسة والبحث من أجل الوصول إلى كل ما من شأنھ الحد من المشكلات التي تعاني منھا ھذه الفئة والتخفیف منھا ما أمكن. ویتطلع الباحث أن یقوم ھذا البحث بالكشف عن مشكلات المسنین داخل مؤسسات الرعایة الاجتماعیة للمسنین بالمجتمع الفلسطیني، وتنبیھ المؤسسات الرسمیة وغیر الرسمیة بواجباتھا تجاه ھذا القطاع الاجتماعي المھم بحیث تضع في خططھا المشاریع المناسبة لحل ھذه المشكلات، ومما یزید من أھمیةھذهالدراسةأنھاستقدمجھًدامتواضعاًلتعزیزالجھودالمحلیةالرامیةإلىإشباعاحتیاجات المسنین وتقدیم الرعایة المتكاملة لھم، مشكلة البحث: نظراً لارتفاع نسبة المسنین في العالم، تبعاً لتحسن مستویات الصحة العامة، والتقدم الكبیر في وسائل الوقایة والعلاج من الأمراض والأوبئة والنجاح في التغلب علیھا، وانخفاض في معدل الموالید وارتفاع في متوسط عمر الإنسان، العالم. الدینیة والترفیھیة والأسریة، التي یعاني منھا المسنون ممن یقیمون داخل مؤسسات الرعایة الاجتماعیة للمسنین في المجتمع الفلسطیني، فھذه المرحلة العمریة في حاجة إلى دراسة مستفیضة وفھم أعمق حتى نصل بالمسنین إلى المستوى الخاص من الرعایة أسوة بأقرانھم في المجتمعات المتقدمة الأخرى، فمن الملاحظ أن ھذه المرحلة لم تنل حظاً كافیاً من الاھتمام والدراسة، ولا أدل على ذلك من قلة البحوث التي أجریت على ھذه الفئة مقارنة بالبحوث التي تناولت المراحل العمریة الأخرى كالطفولة والشباب. وبالرغم من ضآلة نسبة المسنین من مجمل السكان في المجتمع الفلسطیني والتي لم تتجاوز 5% سواء في عام 2000 م، إلا أن التزاید في الأعداد المطلقة والتنبؤات في الزیادة على المدى الطویل في المجتمع الفلسطیني، یوحي بزیادة حدة المشاكل التي یعاني منھا المسنون، إضافة إلى عدم الاستقـرار السیاسي والتغیرات الاجتماعیـــة المتسارعة والتي تنصب أساساً على بنیة العائلة والعلاقات الاجتماعیة والقیم الثقافیة مما تجعل من قضیة المسنین مشكلة اجتماعیة تتطلب المساندة من خلال توفیر سیاسة اجتماعیة لرعایتھم وحفظ كرامتھم وتحقیق احتیاجاتھم الصحیة والنفسیة، ووضع خطط قصیرة وبعیدة المدى، وتحفیز دور الدولـة ومؤسسات الرعایة الاجتماعیة لوضع حد للمعاناة التي یواجھھا أو التي سیواجھھا المسنون مستقبلاً، حیث أن مرحلة التقدم في السن لیست مرحلة مرضیة عابرة یمكن الشفاء منھا وتنتھي بذلك، ولھا مواصفاتھا، خف نشاطھ وحیویتھ، أھداف البحث: تمثلت أھداف البحث فیما یلي: 1. التعرف على المشكلات التي یعاني منھا المسنون في مؤسسات الرعایة الاجتماعیة للمسنین في المجتمع الفلسطیني. تساؤلات البحث: من الطبیعي أن ترتبط تساؤلات البحث بأھدافھ، لذلك فان تساؤلات البحث جاءت على النحو الآتي: 1. الفلسطیني؟ 2. الفلسطیني؟ الإجراءات المنھجیة للدراســة:  نوع الدراســة: تنتمي ھذه الدراسة إلى الدراسات الوصفیة.  المنھج المستخدم: اعتمدت الدراسة الراھنة على المنھج التكاملي الآتي: 1. استخدم الباحث المنھج الكمي لدراسة مشكلات المسنین في مؤسسات الرعایة الاجتماعیة العاملة في مجال رعایة المسنین في المجتمع الفلسطیني. عتم 1د. الاباح ث عل لىعلالمم نيھعج ا ن طری ق المس ح الاجتم اعيسبأ اللوحبص ر الش 2. درالسمةسئحوالیةنطبعقتنعلمىؤسس ات الرعای ة الاجتماعی ة للمس نین ع ن طری مقابلات للكشف عن المشكلات التي یواجھونھا.  أدوات البحث: اعتمد الباحث في دراستھ الراھنة على الأدوات التالیة: 1. استمارة استبار: طبقت على المسنین عن طریق المقابلة لدراسة المشكلات التي یعانون منھا في ة طب 2. قدلیعلل مقاىبلالةممستعمقئولین ع ن مؤسس ات الرعای ة الاجتماعی ة للمس نین ف ي المجتم ع الفلسطیني للتعرف على المشكلات التي یواجھونھا. وقد أعدت أدوات الدراسة )استمارة الاستبار الخاصة بالمسنین، ودلیل المقابلة الخاص بالمسئولین(، وتم عرضھا على مجموعة من المحكمین الأكادیمیین المختصین في الخدمة الاجتماعیة وعلم الاجتماع وعلم النفس، وقد للإجابة عن تساؤلات الدراســة. فھي على النحو الآتي: أولاً: المشكلات المتعلقة بالناحیة الاجتماعیة: كشفت نتائج الدراسة عن استمرار علاقة الأھل والأقارب والأصدقاء مع المسنین وذلك من خلال تبادل الزیارات المتكررة التي كان یقوم بھا الأقارب، مما عزز من علاقتھم بالمحیط الاجتماعي. 9%، 1%، 1%، 1%، 2%، 5%. ثالثاً: المشكلات المتعلقة بالناحیة الاقتصادیة: أوضحت نتائج الدراسة أن 68. 4% من المسنین النزلاء في مؤسسات الرعایة الاجتماعیة للمسنین لا تتوفر لدیھم أیة مصادر دخل. رابعاً: المشكلات التي تتعلق بإجراءات صرف المعاش: توصلت نتائج الدراسة أن 72. 1% من المسنین لا یتقاضون أي راتب تقاعد، حیث یعتمدون على الأقارب والأبناء والأحفاد لسد احتیاجاتھم المادیة. خامساً: المشكلات التي تتعلق بالتقاعد عن العمل: تتعلق بالتقاعد عن العامنلخفكان اتض مس توى المعیش 9%، 3ف. 8%، 6%، بةص12. 9%. 8%، 1%، 4%، 0%، 6%، 0%، 0%، 4%، ووزني في نقص مستمر بنسبة %6. 6. سابعاً: المشكلات المتعلقة بالناحیة النفسیة: بینت نتائج الدراسة أن أعلى نسبة من المشكلات النفسیة التي یعاني منھا المسنون كانت الشعور بالوحدة والعزلة بالرغم من وجودي مع الآخرین بنسبة %31. 3%، %23. 3%، 6%، 9%، 7%، 0%. ثامناً: المشكلات المتعلقة بالناحیة الدینیة: أظھرت نتائج الدراسة أن أعلى نسبة من المشكلات الدینیة التي یعاني منھا المسنون تمثلت في عدم وجود مكان معد لممارسة الشعائر الدینیة. تاسعاً: المشكلات المتعلقة بالترویح وشغل أوقات الفراغ: أوضحت نتائج الدراسة أن 70. 6% من المسنین النزلاء في المؤسسات یزاولون العدید من الأنشطة الترویحیة المقدمة لھم في المؤسسة. فیما یتعلق بالمشكلات التي تواجھ المسئولین عن مؤسسات الرعایة الاجتماعیة للمسنین، كانت على النحو الآتي: أولاً: المشكلات السیاسیة: الاجتماعیة للمسنین، فالاحتلال الإسرائیلي وما رافقھ من اجتیاحات مستمرة للمدن الفلسطینیة كان لھ عظیم الأثر على الأداء المھني للمسئولین عن ھذه المؤسسات. ثانیاً: المشكلات الاقتصادیة: كشفت نتائج المقابلات طبیعة المشكلات الاقتصادیة التي تواجھ المسئولین عن مؤسسات الرعایة الاجتماعیة للمسنین، والتي تمثلت بانخفاض میزانیة مؤسسات الرعایة الاجتماعیة للمسنین، والحصار الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطیني الذي حال دون وصول التبرعات من الخارج. ثالثاً: المشكلات الاجتماعیة:  فیما یتعلق بالمشكلات المتعلقة بالعلاقة التنسیقیة مع وزارة الشئون الاجتماعیة: توصلت نتائج المقابلات قصور خدمات الرعایة المقدمة من قبل وزارة الشئون الاجتماعیة لمؤسسات الرعایة الاجتماعیة العاملة في مجال رعایة المسنین.  فیما یتعلق بالمشكلات المتعلقة بالعلاقة التنسیقیة مع وكالة الغوث الدولیة: أوضحت نتائج المقابلات عدم وجود علاقة تنسیقیة بین مؤسسات الرعایة الاجتماعیة للمسنین مع وكالة الغوث الدولیة.  فیما یتعلق بالمشكلات المتعلقة بالعلاقة التنسیقیة مع وزارة الصحة: كشفت نتائج المقابلات طبیعة العلاقة الوسطیة بین مؤسسات الرعایة الاجتماعیة للمسنین ووزارة الصحة، حیث تبین وجود علاقة مھنیة وتنسیقیة بین مؤسسات الرعایة الاجتماعیة للمسنین ووزارة الصحة، وزارة الصحة. رابعاً: المشكلات التنظیمیة المتعلقة باللوائح والقوانین الخاصة برعایة المسنین: أظھرت نتائج المقابلات أنھ لا توجد قوانین وتشریعات صریحة تنص على رعایة المسنین وخدمتھم في المجتمع الفلسطیني، خامساً: المشكلات الفنیة: كشفت نتائج المقابلات أن ھناك نقصا واضحا في عدد الأخصائیین النفسیین أو الاجتماعیین العاملین في مجال تقدیم الخدمات الإرشادیة والنفسیة والاجتماعیة للمسنین،