حين صنع عطار نجديّ عطراً سحرياً، مرّت السنوات والعطرُ يرافق عطّاره، حتى التسعينات، حينما رُزقَ العطّار بخمسة أبناء، حمل الأطفال في جوفهم روح العطارة وشغفها الذي سيتفجّر لاحقاً لينشر ثقافة عطرية حداثية من جانب، كبر الأطفال الخمسة كما تكبر الغيوم، منتظرين لحظة من التاريخ يمطرون فيها غيث العطور التي لا تفنى من الذاكرة نفدت آخر رشة من العطر، جاءت الألفية بوعدها المطلق في عمق الأمنيات، لتدفع العطّارين الخمسة نحو مجدهم الصعب وغايتهم البعيدة. هل سيتحقق الحلم؟ دع القصة تخبرك بذلك. بل روحٌ تمتزج بكل نواحي المكان، أسَس الإخوة (لافيرن) وكانت هي خطوتهم نحو الألف ميل! انطلقوا نحو عالمٍ ليس بجديدٍ عليهم، حاملين رؤية فنّان عريق، وجيناته العطريّة. وهناك من ضحى بمتعة الصداقات واجتماعات الأنس، ومنهم من ضحى براحته الجسدية، تلك كانت معركة ضد الفشل، ولابد للحلم أن يتحقق. قسّم الإخوة الخمسة على أنفسهم الأدوار، فلكل مهمته التي يجيدها، منهم من احترف تصميم العطور، ولازال يبحثُ عن الكمال العطريّ حتى هذه اللحظة. مستلهماً تجاربه القديمة في عالم الأعمال، ومنهم من احترف صنع العلاقات المهنية بقدراته الاجتماعية الاستثنائية، ومنهم من أتقن التسويق وغرائبه وأسراره. فهم لن يهدأوا قبل تحقيق المهمة المستحيلة! احتدم الصراع، وكان اليأس يلوّح كل حين بإشارة الفشل أمام أعينهم، فقد كان من الصعب أن تسوّق عطراً لعميلٍ لن يستطيع تجربته، إذ لا بد أن تشعرَ بالعطرِ قبل أن تقتنيه. حلّت جائحة كورونا بصعوباتها على العالم، وكانت نهاية لأسلوب الحياة الذي نعرفه، لكن العبقري هو من يظهرُ بمثل هذه الظروف، حيثُ طوّر الإخوة استراتيجية جديدة، واحترافية،