ارتبط الشعر في الجاهلية بالسحر كطقس اجتماعي وثقافي راسخ، حيث كان لكل قبيلة ساحر أو كاهن، وشارك الشاعر هذه القدرة السحرية في التصور الجماعي، مُعتبرة موهبته عجائبية من مصدر غيبي كقرين من الجن أو الشياطين يلهمونه. ولم تفارق هذه الوظيفة السحرية الشعر في مراحله اللاحقة، وظاهرة بوضوح في أغراضه كالمَدح والهجاء والرثاء، فقد كان لهذين الأخيرين دور خطير في حياة العرب عبر ثنائية الرفع والوضع، والتجميل والمسخ، مُبرزةً صلة وثيقة بين الشعر والسحر، سواء في نشأته أو في تأثيره على الناس المشابه لأثر السحر، كما يتجلى في مدح جرير لعمر بن عبد العزيز بقوله "رأيت رقى...".