خيانة الفصل الأول أسئلة الديمقراطية أسباب الدراسة: لماذا الحديث عن الديمقراطية ؟؟ أن لكل باحث وكاتب ومفكر يتناول دراسة موضوع أو ظاهرة سياسية أو فكرية لا يجد إلا نتيجة لأسباب تكمن في ذات الباحث وقد تكون تلك الدراسة بسبب ترقية علمية أو للحصول على شهادة جامعية عليا أو من أجل رفد المكتبات لكن أهم اسباب الدراسة أن تنطلق من رغبة الباحث من أجل بلورة مشروع ثقافة عربي . التأثير على الدولة والمجتمع العربي ككل. ومن أكثر الدوافع الرئيسية لكتابتنا الموضوع مقرطة العالم العربي أو موضوع التحول الديمقراطي في الوطن العربي . وإيماننا بالبحث الجاد والتضحية وبذل الجهود من أجل وتقديم التضحيات من أجل بناء مشروع عروبي نهضوي وحدوي ديمقراطي تكاملي. بالإضافة إلى من دواعي البحث والدراسة حول الديمقراطية إن الديمقراطية هي مطلب العرب الأول الذي ظل قائماً حتى اللحظة لأنه كمطلب من الأولى بنا كقراءة أولية للحديث عن الديمقراطية وإمكانيات مقرطة العالم العربي فإن من الحقائق الأولية لبدايات الديمقراطية في الوطن العربي كما تشير الأحاديث التاريخية بإن أول من نقل إلينا مفهوم الديمقراطية الذي ساد أوروبا وعم أرجائها في أعقاب الثورة الفرنسية (1789) والذي أكد على الحريات الفردية والعامة للمواطنين وتنظيم الحياة السياسية من خلال الدساتير المكتوبة هو الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي الذي ضمنه كتابه تخليص الأبريز في تلخيص باريز 20 حتى أصبحت قضية الديمقراطية هي إحدى القضايا الرئيسية الت إنشغل بها الفكر العربي منذ بزوغ فجر النهضة الحديثة، إذ أصبح الحديث عن الديمقراطية كونها تعني حكم الشعب نفسه بنفسه هو حديث معاد ومستنسخ وفائض عن الحاجة، (2) المرية رابعة راجع الأعمال القارية والسياسية الكاملة الرفاعة رافع الطهطاوي، الديمقراطية في الوطن العربي م. ويرى الدكتور محمد عمارة بإن الديمقراطية هي نظام سياسي اجتماعي - غربي النشأة - عرفته الحضارة الغربية في حقبتها اليونانية القديمة وطورته نهضتها الحديثة المعاصرة والديمقراطية المبكرة تعني التصالح مع الذات والآخر . فالديمقراطية لا تعدو أن تكون إلا نتاج تطور وتناقضات المجتمعات الغربية وبشكل ادق هي نتاج الصراعات الانسانية السياسية منها والطبقية (2) لكنها ليس حكرا على المجتمع الغربي أو إنها خصصت له دون غيره، وبما هي تطبيق عملي لا بما هي نظرية في كتب منقحة بالحقيقة إنها فعلاً مسألة مجتمع مثالي لكن هذا المجتمع ليس بعيداً عنا بعد الكواكب عن اخواتها، بإمكان الفرد أن يصلها حينما يصلح ذاته ويعيد ترميم نفسه ويعقد مصالحة فعلية مع إنسانيته، بل وإن إصلاح الذات هو الجهاد الأكبر الذي يحتاج إلى العدة والعدد والعتاد من أجل حسم معركة الصراع مع شهوات وملذات الذات ومتاع الدنيا الفانية. حيث تحولت الديمقراطية اليوم من كونها مطلب وواقع ومرام يتأمل العالم الوصول إليه إلى شعار يحاول ترميم وجوه يطغي عليها تقاسيم الإستبداد والدكتاتورية، ومن تلك الضروراتهي ضرورة ملحة للوطن العربي لا غنى عنها حتى تستقيم أوضاعه وتتفتح امامه سبل الخروج من أصفاد الكبت والإستبداد السياسي . 1. إنها ضرورة كونها حقا عاماً للشعب والأمة وليس ترفاً سياسياً يطلبه المواطنين 2. أنها الوسيلة الأمثل لأطلاق طاقات المجتمع والشعب وتحريرها من السلبية ويزداد الطلبية عليها لتتحقق لنا وجوبية تكريس نهجها حتى تكون عرضاً يُلبي الطلب عليها ويسد حاجة الشعب من الرفاهية والسعادة والتقدم والنهضة والتحول نحو مزيد من الخير والصلاح للعامة. الأمر الذي لن يكون إلا بالإنتقال الديمقراطى بما يعنيه الإنتقال من كونه التغيير ومما لا شك فيه إن الديمقراطية التي تنادي بالعدالة والمساواة والأخوة الإنسانية إنها تعني إقامة العلاقة بين أفراد المجتمع والدولة من منطلق المساواة بين المواطنين في حقوق المواطنة وواجباتها ، وإقامة مؤسساتها تعني (2): 1. التصدي ومقاومة النمط الغربي الاستبدادي. 2 المطالبة بتعديلات جوهرية في نمط الحكم الفردي. 3. دعوة الجماهير للقيام بدور أكبر في إدارة شؤون بلادها والإشراف على مقدراتها. لهذا تطرح فكرة الحكم الديمقراطي نفسها كبديل عن حكم الفرد والقلة والعائلة (المونوقراطية) وبديل عن الحكم الديني الثيوقراطية وبديل عن حكم العسكر (الأليغارشية التي نالت من الأمة العربية الكثير نتيجة الإخفاق المستمر في الإنتقال الديمقراطي أو بالأحرى العمل الدؤوب في ركب موجة الديمقراطية زورا وبهتاناً والأخذ بشكلياتها وملامحها، ومن هنا تظهر الحاجة للديمقراطية لمعالجة التحفظات والاعتراضات (0) التي تحول دون تحقيق الديمقراطية عربياً أو تعريب الديمقراطية). الوطنية المعاصرة أزمة الاندماج والتفكيك 1 (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية, محمد جابر الإنصاري الديمقراطية ومعوقات التكوين السياسي العربي، الرقية الشرعية لمرض التعصب النفسي ومرض العنف الطائفي الذي فتك بالأمة وتعشعش في عقول وقلوب الشعوب العربية من منطلق إن الكثير من أعمال العنف والتطرف يترتب عليها بإنها أمراض نفسية داخل البنية الروحانية للفرد والعلاج الشافي الخزعبلات وخرافات التخلف الفكري والسياسي الذي تعاني منه المجتمعات الخارجة من أتون الحرب، وإلى بناء ثقافة حقوقية وقانونية وسياسية تتقاطع مع ثقافة القهر والإخضاع والإكراه ) فالديمقراطية لا بد ان تنبع من وجدان الناس والشعور بالحاجة إليها لا طلبها من أعلى لأنها بهذا الشكل تصبح ديمقراطية لا تحاكي العامة وإنما تساير إيرادات النخبة فقط وتصبح مجرد شعار تتلوه أفواه مترعة بدماء الشعب تلحقه أكاذيب ملفقة وصور ديمقراطية شكلية تريد فقط إيصال النخبة الى السلطة أو الحفاظ عليها ومن بعد ذلك قطع أي صله بها لا من بعيد ولا من قريب بمعنى يجب قطع دابر الديمقراطية الفوقية أو المجوقلة إلينا على ظهر الدبابات الأمريكية فليس من المعقول لمحتل يهدينا ديمقراطية وتحرر إلا شكلا دون مضمون وقول دون فعل.