ولكنها مهما تعددت فإن مردها جميعاً إلى ثلاثة مقومات أساسية هي: الإسلام واللغة العربية والتاريخ الإسلامي، فهذه المقومات الثلاثة هي الركائز أو الدعائم التي تقوم عليها الذاتية والشخصية العربية والإسلامية، وقد عرض من قبل لمقوم الإسلام من خلال عرض بعض مظاهره المتنوعة، ويبقى هنا أن يعرض لمقومين مهمين من مقومات الهوية الإسلامية هما: اللغة العربية والتاريخ الإسلامي وهي من الأسس التي ترتكز عليها الهوية الإسلامية، وتتميز عما عداها من هويات، ومن مقولات الأفغاني في ذلك إنه لا سبيل لتمييز أمة عن أخرى إلا بلغتها"، والتراث والاستمرارية الثقافية، وقوام الشخصية، ومناط الأصالة، تمييزاً له عن غيره، إذ ليست اللغة مجرد نظام لتوليد الأصوات الناقلة للمعنى، وهي في ذات الوقت أداة الفكر والهيكل الحديدي الذي يقيم صلب المجتمعات الإنسانية واللغة بجانب كونها ظاهرة نفسية فسيولوجية نشاط جماعي ناتج عن التفاعلات الاجتماعية،