أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي - كان ذلك أول ظهور بارز له على مسرح الأحداث العسكرية والسياسية في المنطقة صوب مصر عن طريق شرق الشوبك ثم إلى أيلة (العقبة)، كذلك إتجه نور الدين لتأمين مرور قواته بمهاجمة الأعمال الصليبية في بلاد الشام ليشغل أعداءه عن مهاجمتها. وعندما بلغ شيركوه وجنده مدينة بلبيس إصطدم مع ناصر الدين الذي كان أخا لضرغام ومعه الجنود المصريون وألحق به الهزيمة فعاد أدراجه نحو القاهرة . وفيها إصطدم الجيش النوري بضرغام وقواته، وتم إلحاق الهزيمة بهم أيضا، وقتل ضرغام عام ١١٦٤م وتولى من بعده شاور الوزارة للعاضد الفاطمي، لكن شاور لم يف بوعده وانقلب على شيركوه، وسيده نور الدين، إذ رفض تنفيذ ما قطعه على نفسه أمام الأخير، وطلب من شيركوه الإنسحاب من مصر والعودة إلى بلاد الشام، ولما كان شيركوه قد كلف بمهمة محددة فإنه رفض العودة، ولم يقبل أن يكون مقدمه إلى البلاد ومشقة الطريق والنفقات التي أنفقت على إعداد القوات النورية مجرد أداة تغيير سياسي فقط دون توطيد عسكري لأقدام الدولة النورية في مصر، وحينئذ اتجه شيركوه إلى احتلال المنافذ الشرقية للبلاد لتكون تحت سيطرة قواته فأرسل صلاح الدين الأيوبي إلى بلبيس واستولى عليها وجبى خراجها،