01/06/2023 21:04] محمد الحسني メ: 10 لكنها لا تعطينا «سبب أي شيء، فهي تعرفنا مثلاً أن النار ساخنة لكنها تقول لنا فحسب إنها ساخنة. من الطبيعي أن الناس أعجبوا يمن ابتكر في البداية - أي فن يجاوز حدود الإدراكات الحسية الشائعة للإنسان لا فقط لأنه يوجد شيء مفيد تم ابتكاره، بل لأنهم اعتقدوا أنه أشد حكمة وأعلى من الآخرين أو من بقية الناس وكلما ابتكر الناس فنونا أكثر، واتجه بعضها إلى ضرورات الحياة، بينما اتجه البعض الآخر إلى الترويح عن النفس، فقد نظر الناس إلى مبتكرى النوع الثاني على أنهم باستمرار أشد حكمة من مبتكرى النوع الأول، لأن أفرع المعرفة عندهم لم تتجه إلى المنفعة. ومن هنا فإنه عندما استقرت جميع هذه المبتكرات فعلا فقد تم اكتشاف العلوم التي لا تتجه نحو جلب المتعة ولا إلى ضرورات الحياة، وقد حدث هذا الاكتشاف لأول مرة في الأماكن التي بدأ الناس فيها يستمتعون بالفراغ والراحة وهذا هو السبب في أن الفنون الرياضية قد تأسست في مصر، حيث سمح الطبقة الكهنة بالاستمتاع بالفراغ والراحة. لقد سبق أن قلنا في كتاب الأخلاق Ethics ما الفارق بين الفن والعلم وغيرهما من القدرات المتشابهة، غير أن موضوع مناقشاتنا الحالية هو ما يلى: أن الناس جميعًا يفترضون أن ما يسمى بالحكمة يدرس العلل الأولى أو المبادئ الأولى للأشياء، ولهذا السبب - كما سبق أن ذكرنا من قبل - اعتقد الناس أن رجل الخبرة هو أكثر حكمة ممن لديه أية مدركات حسية أيا كان نوعها، وأن الفنان أكثر حكمة من أهل الخبرة، وأن أستاذ المهنة أكثر حكمة من إنسان الآلة الميكانيكي، ومن الواضح، إذن أن الحكمة هي معرفة أسباب ومبادئ معينة. ۲] مادمنا نبحث عن هذه المعرفة فلابد أن نسأل من أي نوع تكون هذه المبادئ والأسباب التي تكون معرفتها هي الحكمة. فلو أخذنا الأفكار التي لدينا عن الرجل الحكيم، فلربما أمدتنا هذه الأفكار بجواب أشد وضوحا، بقدر الإمكان، رغم أنه لا يعرف هذه الأشياء فرادى وثانيًا من يستطيع أن يعرف الأشياء الصعبة التي لا يسهل على الإنسان العادي معرفتها فهو حكيم، ١٠٩٤ . أ و ب حيث يتحدث عن الصناعات والعلوم المختلفة والغابات التي تقصدها كل منها (المترجم) 982 ٢٥٩ 15 ::: للجميع، ومن ثم فهو سهل ولا يدل على حكمة ومن ناحية أخرى فمن هو أكثر دقة، ومن يكن أكثر قدرة على علم الأسباب فهو أكثر حكمة. وكذلك في كل فرع من أفرع المعرفة. وأفرع العلوم المرغوبة لذاتها، ومن أجل معرفة أكثر بطبيعة الحكمة أكثر من المعرفة المرغوبة لنتائجها. والعلم الأعلى هو من طبيعة أكثر حكمة من العلم الثانوى لأن الرجل الحكيم ينبغي ألا يؤم، بل إنه هو الذي يأمر. ولا ينبغي أن يطيع الآخرين، بل ينبغي على من هو أقل حكمة منه أن يطيعه. مثل هذه الأفكار إذن - وهي كثيرة - هي التي تكون لدينا عن الحكمة وعن حكيم. والآن فإن هذه الخصائص عن معرفة كل شيء لابد أن تنتمي إليه، أعنى من يحصل من المعرفة الكلية على أعلى درجة، قد يعرف بمعنى ما جميع وضوعات الثانوية. وهذه الأشياء وأعظمها كلية هي بصفة عامة من أصعب الأشياء لأن يعرفها الناس، لأنها أبعد ما تكون عن الحواس وأكثر العلوم دقة هي تلك العلوم التي تدرس أكثر المبادئ الأولى، لأن تلك التي تنطوي على مبادئ أقل هي أكثر دقة من تلك التي تنطوي على مبادئ إضافية مثل مبادئ الحساب أكثر من مبادئ الهندسة. غير أن العلم الذي يبحث في المبادئ يمكن بلوغه أيضا أكثر من غيره، لأن الناس الذين يقومون بتعليمه هم أولئك الذين يقومون بتعليم أسباب كل شيء. وهما إنما يوجدان في المعرفة التي يمكن معرفتها أكثر من غيرها. لأن من يختار أن يعرف لذات المعرفة فإنه سوف يختار في الحال المعرفة الأكثر حقيقة وهي المعرفة بما يمكن أن تعرفه أكثر من غيره. والمبادئ الأولى أو الأسباب الأولى يمكن معرفتها أكثر من غيرها لأنه بسبب هذه المبادئ وعن طريقها تعرف جميع الأشياء الأخرى، لكن هذه لا تعرف عن طريق الأشياء التابعة لها. والعلم الذي يعرف النهاية التي لابد أن يصل إليها كل شيء هو العلم الذي نثق به أكثر من غيره. وأكثر ثقة من العلوم الثانوية أو التابعة له وهذه النهاية هي الخير في كل فئة. فإذا حكمنا بجميع المقاييس التي سبق أن ذكرناها، فإن الاسم الذي نبحله يقع في العلم نفسه. هو واحد في جميع الأشياء 1) التجربة أعلى من المعرفة الحسية والفن أعلى من التجربة والعلوم النظرية أعلى من العلوم العملية. إلى العلم بمعناه الحقيقي لأن العلم علم بالكلى وبالمال وهي أعلى من العلم بالواقع فحسب، لأن صاحبه يعلم بالقوة جميع الجزئيات المندرجة تحت الكلى ومن ناحية أخرى فمن يصل إلى العلم بالعلة يكون أقدر على التعليم وأعلى العلوم النظرية هي الحكمة لأنها علم الوجود بما هو وجود وملحقاته وهي العلم الأول لأنها تطلب المبادئ الأولى والعال البعيدة المترجم) 30 10 01/06/2023 21:05] محمد الحسني メ: a 980 23 ۱) إن الناس جميعًا يرغبون بطبيعتهم في المعرفة. فنحن نحب عمل الحواس حتى بغض النظر عن نفعها، خصوصاً حاسة الإبصار، فنحن نفضل الرؤية، حتى إذا لم نكن سنقدم على فعل ماء والسبب أن هذه الحاسة من بين جميع الحواس تجعلنا تعرف وتلقى الضوء على كثير من الاختلافات بين الأشياء رغم أنها لا تستطيع أن تتعلم مثل النحل، وأي جنس آخر يشبهها من الحيوانات. أما تلك الحيوانات التي يكون لها. إلى جانب الذاكرة حاسة السمع، فهي يمكن أن تتعلم. والحيوانات الأخرى غير الإنسان تعيش على المظاهر والذكريات، وليس لديها من التجربة المترابطة سوى أقل القليل. أما الجنس البشرى فهو يعيش أيضا على الاستدلالات والفن الصنعة ومن الذاكرة تنشأ التجربة عند البشر، لأن كثرة من الذكريات عن الشيء الواحد تؤدى فى النهاية إلى نشأة طاقة التجربة المفردة. والواقع أن الناس يصلون إلى العلم والفن من خلال التجربة، لكن عدم الخبرة هي مسألة حظ كما يقول بولس polus وينشأ الفن عندما نصدر حكمًا كليا عاما عن موضوعات متشابهة بعد أن نجمع عدة أفكار عن طريق التجربة فعندما نصدر حكما مثل عندما يكون كالياس Callias مريضًا فإن هذا الدواء يشفيه وقل مثل ذلك في حالة سقراط إذا مرض، ومجموعة كبيرة من الحالات الفردية الأخرى - فتلك مسألة خبرة أو تجربة . لكن إذا حكمنا بأن هذا الدواء يشفى جميع الأشخاص في حالة معينة، عندما يمرضون بهذا المرض كمرضى البلغم أو الصفراء الذين يعانون حرارة الحمى، فذلك في هذه الحالة هو الفن. أناسا من أهل الخبرة ينجحون أكثر من أولئك الذين لديهم نظرية وليس لديهم تجربة والسبب هو أن التجربة هي معرفة بالأفراد، أما الفن فهو معرفة بالكليات والأفعال والكليات والمنتجات التي تتعلق جميعًا بالفرد. لأن الطبيب لا يعالج رجلاً واحدًا اللهم إلا بطريقة عارضة، مثل كالياس، وسقراط، أو أي شخص آخر يتسمى بهذا الاسم الفردي الذي تصادف وكان إنسانا 981 10 YOY 15 258/410 20 25 30 b 987 لكنه لم يكن يعرف الفردي المنطوي تحت لواء هذا الكلى، فإنه كثيرا ما يفشل في العلاج، ذلك لأن الفرد هو المطلوب علاجه لكننا. مع ذلك نعتقد أن المعرفة والفهم ينتميان إلى الفن أكثر من انتمائهما إلى التجربة، ونحن نفترض أن الفنانين أكثر حكمة من أهل الخبرة (وهو ما يعنى أن الحكمة تعتمد في جميع الحالات بالأحرى على (المعرفة) وذلك لأن الأولى تعرف السبب، في حين أن الأخيرة لا تعرفه لأن أهل الخبرة يعرفون أن الموضوع الفلاني هو على هذا النحو، فأساتذة كل حرفة هم أكثر تبجيلاً، وهم يعرفون بحس أصدق، كما أنهم أكثر حكمة من العمال اليدويين لأنهم يعرفون أسباب الأشياء التي تم صنعها ونحن نظن أن العمال اليدويين هم أشبه بأشياء معينة جامدة لا حياة فيها تعمل في الواقع دون أن تعرف ما تعمله كالنار التي تحرق - لكن بينما تؤدى هذه الأشياء الجامدة التي لا حياة فيها، وظيفتها بنزعة طبيعية، فإن العمال ينجزون أعمالهم عن طريق العادة). ولهذا فإننا نراهم أكثر حكمة ليس بفضل قدرتهم على العمل، التجربة، ذلك لأن الفنانين يمكن أن يعلموا في حين أن ذلك ليس في استطاعة من هم أكثر خبرة فحسب من ومن ناحية أخرى فإننا لا ننظر إلى أى حاسة من الحواس على أنها حكمة أو تمثل الحكمة ومع ذلك فالحواس تعطينا - بالقطع - معرفة بالجزئيات موثوق بها 01/06/2023 21:05] محمد الحسني メ: 10 إلى أقصى حد لكنها لا تعطينا «سبب أي شيء فهى تعرفنا مثلاً أن النار ساخنة، لكنها تقول لنا فحسب إنها ساخنة. من الطبيعي أن الناس أعجبوا بمن ابتكر - في البداية - أي فن يجاوز حدود الإدراكات الحسية الشائعة للإنسان. لا فقط لأنه يوجد شيء مفيد تم ابتكاره، بل لأنهم اعتقدوا أنه أشد حكمة وأعلى من الآخرين أو من بقية الناس وكلما ابتكر الناس فنوناً أكثر، واتجه بعضها إلى ضرورات الحياة، بينما اتجه البعض الآخر إلى الترويح عن النفس. فقد نظر الناس إلى مبتكرى النوع الثاني على أنهم باستمرار أشد حكمة من مبتكرى النوع الأول لأن أفرع المعرفة عندهم لم تتجه إلى المنفعة ومن هنا فإنه عندما استقرت جميع هذه المبتكرات فعلا فقد تم اكتشاف العلوم التي لا تتجه نحو جلب المتعة ولا إلى ضرورات الحياة، وقد حدث هذا الاكتشاف لأول مرة فى الأماكن التي بدأ الناس فيها يستمتعون بالفراغ والراحة. وهذا هو السبب في أن الفنون الرياضية قد تأسست في مصر، حيث سمح لطبقة الكهنة بالاستمتاع بالفراغ والراحة. لقد سبق أن قلنا في كتاب الأخلاق Ethics ما الفارق بين الفن والعلم وغيرهما من القدرات المتشابهة، غير أن موضوع مناقشاتنا الحالية هو ما يلي: أن الناس جميعًا يفترضون أن ما يسمى بالحكمة يدرس العلل الأولى أو المبادئ الأولى للأشياء، ولهذا السبب - كما سبق أن ذكرنا من قبل - اعتقد الناس أن رجل الخبرة هو أكثر حكمة ممن لديه أية مدركات حسية أيا كان نوعها، وأن الفنان أكثر حكمة من أهل الخبرة، وأن أستاذ المهنة أكثر حكمة من إنسان الآلة الميكانيكي، وأن الأنواع النظرية من المعرفة تنطوي على قدر طبيعي من الحكمة أكثر من المعرفة المنتجة. ومن الواضح، إذن أن الحكمة هي معرفة أسباب ومبادئ معينة. فلابد أن نسأل من أي نوع تكون هذه المبادئ والأسباب التى تكون معرفتها هي الحكمة. فلو أخذنا الأفكار التي لدينا عن الرجل الحكيم، فلربما أمدتنا هذه الأفكار بجواب أشد وضوحا، 982 20 25 للجميع، ومن ثم فهو سهل ولا يدل على حكمة. ومن ناحية أخرى فمن هو أكثر دقة، ومن يكن أكثر قدرة على علم الأسباب فهو أكثر حكمة وكذلك في كل فرع ع المعرفة وأفرع العلوم المرغوبة لذاتها، ومن أجل معرفة أكثر بطبيعة 261/410 أكثر من المعرفة المرغوبة لنتائجها، والعلم الأعلى هو من طبيعة أكثر من العلم الثانوى لأن الرجل الحكيم ينبغى ألا يؤمر، بل إنه هو الذي يأمر. بل ينبغى على من هو أقل حكمة منه أن يطيعه مثل هذه الأفكار إذن - وهي كثيرة - هى التى تكون لدينا عن الحكمة وعن الحكيم. وهذه الأشياء وأعظمها كلية هي بصفة عامة من أصعب الأشياء لأن يعرفها الناس، لأنها أبعد ما تكون عن الحواس. وأكثر العلوم دقة هي تلك العلوم التي تدرس أكثر المبادئ الأولى، لأن تلك التي تنطوي على مبادئ أقل هي أكثر دقة من تلك التي تنطوي على مبادئ إضافية مثل مبادئ الحساب أكثر من مبادئ الهندسة غير أن العلم الذي يبحث في المبادئ يمكن بلوغه أيضا أكثر من غيره لأن الناس الذين يقومون بتعليمه هم أولئك الذين يقومون بتعليم أسباب كل شيء. ويسعى الناس إلى الفهم والمعرفة لذاتهما، وهما إنما يوجدان في المعرفة التي يمكن معرفتها أكثر من غيرها. لأنه هذه المبادئ وعن طريقها تعرف الأشياء الأخرى، وهى الخير الأقصى في الطبيعة ككل، فإذا حكمنا بجميع المقاييس التي سبق أن ذكرناها، فإن الاسم الذي نبحثه يقع في العلم نفسه، ولا بد أن يكون ذلك هو العلم الذي يبحث في المبادئ أو الأسباب الأولى لأن الخير - أعنى ما يبحث من أجله - هو واحد في جميع الأشياء) يسبب جميع 30 b 982 01/06/2023 21:05] محمد الحسني メ: أما أن هذا ليس علم إنتاج فهذا واضح حتى من تاريخ الفلاسفة الأول، لقد اندهشوا في الأصل من مشكلات واضحة، ثم تقدموا شيئًا فشيئًا فوضعوا مشكلات عن مسائل أعظم مثل المشكلات التي أقاموها حول القمر وحول الشمس والكواكب وحول نشأة الكون والرجل الذي تحير وتعجب ظن نفسه جاهلاً ومن هنا فإن محب الأسطورة هو بمعنى ما محب للحكمة، لأن الأسطورة مليئة بالعجائب ومن ثم قما داموا أنهم تفلسفوا ليهربوا من الجهل، فمن الواضح أنهم تابعوا البحث في العلم ليعرفوا لا من أجل غاية نفعية، وهذا ما تؤكده الوقائع، وتوفرت الأمور المطلوبة للراحة. فمن الواضح إذن أننا لا نبحث عن هذه المعرفة من أجل أى خبرة أخري. وأنه يوجد من أجل ذاته، فلذلك كنا نتابع هذه المعرفة بوصفها العلم الوحيد الحر، وحده الذي يوجد لذاته. 983 ومن هنا فإن حيازته ربما نظر إليها بحق على أنها تجاوز قدرة الإنسان لأن الطبيعة البشرية واقعة في العبودية من جوانب كثيرة، وطبقا لما يقوله سيمويندز Simonides: «الله وحده هو الذي يمتلك هذه المزية وليس من المناسب ألا يقنع الإنسان بالبحث عن المعرفة التي تناسبه، فإذا كان فيما يقوله الشعراء شيء حق وكانت الغيرة طبيعية للقدرة الإلهية، فمن المرجح حدوثها هنا قبل أى مجال آخر. غير أن القدرة الإلهية لا يمكن أن تكون غيور (الواقع كما يقول المثل: الشعراء يقولون أكاذيب كثيرة ولا ينبغي الظن بأن هناك أى علم ينال من التبجيل ما يناله هذا العلم لأن أعظم علم إلهي هو أيضًا علم يبجل. لأن العلم الذي يناسب الله أكثر من أى علم آخر هو العلم الإلهى، وكذلك أي علم يدرس الموضوعات الإلهية. أو أن الله هو فوق جميع الموضوعات الأخرى، والواقع أن جميع العلوم ربما كانت أكثر ضرورة من هذا العلم لكنها ليست أفضل منه . ۱) سیموئیدز Simnides : شاعر یونانى عاش في القرن السادس قبل الميلاد (المترجم). وكانت الثانية أنها والحكمة - وهى الآن العلم الذي يدرس الله بوصفه السبب الأول، ومن ثم فهي علم الإلهيات toology المترجم) لكن لابد لنا أن ننتهى إلى العكس، كما يقول المثل، إلى الحالة الأفضل، كما هي في تلك الأمثلة عندما يتعلم الناس السبب لابد أن يكون هناك شيء يندهش له عالم الهندسة بشدة أكثر من تحول قطر المربع إلى شيء لا يمكن قياسه. طبيعة العلم الذي نبحث عنه العلامة التي لابد أن يبلغها 25 لأن الناس جميعًا يبدأون كما يقال من التعجب أو الدهشة من أن الأمر على هذا النحو كما هي الحال في الدمى التلقائية أو الانقلاب الصيفي أو الشتوى، أو قطر المربع الذي لا يمكن قياسه من جانب، فذلك يبدو مدهشا أو عجيبا لكل الناس الذين ليس لديهم بعد تفسير لكيف يوجد شيء مالا يمكن قياسه بحثنا ودراستنا بأسرها. [۳] من الواضح أن علينا تحصيل المعرفة بالأسباب الأصلية (لأننا نقول إننا لا تعرف شيئًا ما الاعندما نعتقد أننا نعرف سببه الأول). والأسباب (أو العلل) تقال على أربعة معان تقال على الجوهر أو واحد من هذه المعاني، أي على الماهية، لأن «لماذا تطلق في النهاية على الصيغة Formula ولماذا النهائية هي السبب وهي المبدأ. كما تقال بمعنى آخر على المادة أو الحامل. وتقال بمعنى ثالث على مصدر التغير وتقال بمعنى رابع مضاد لهذا المعنى ما يهدف إليه الشيء هو خيره (فذلك هو غاية كل تغير ونمو) - لقد سبق أن درسنا هذه الأسباب والعلل دراسة كافية في كتابنا عن «الطبيعة». وضع لقد فكر الفلاسفة الأول أكثر في المبادئ ذات الطبيعة (المادية) واعتقدوا أنها هي وحدها مبادئ الأشياء جميعًا فهى تلك التي تتكون منها الأشياء كلها والتي منها ظهرت إلى الوجود لأول مرة، والتي تنحل إليها في النهاية. (فالموجود يظل كما هو والتغيرات تتم فى مظاهره) وما يقولونه هو عنصر b 983 01/06/2023 21:05] محمد الحسني メ: وضع هر ذلك فهم لا يتفقون جميعًا على عدد هذه المبادئ أو طبيعتها فطاليس مؤسس هذه المدرسة الفلسفية يقول إن هذا المبدأ هو الماء (وهو لهذا السبب يعلن أن الأرض تطفو فوق سطح الماء) وربما جاءته الفكرة من رؤيته غذاء أن الأشياء جميعا لابد أن تكون رطبة، وأن الحرارة نفسها تنشأ من الرطوبة، وأن بذور كل شيء ذات طبيعة رطبة، وأن الماء ، أصل طبيعة الأشياء 30 الأشياء ومبدؤها. ومن ثم فهم يعتقدون أن لا شيء يمكن أن يظهر أو يختفي مادام هذا النوع من الكائنات موجودا باستمرار على نحو ما تقول إن سقراط لا يظهر تماما عندما ا يصبح جميلاً أو موسيقيا، ولا يتوقف عن الوجود تماما عندما تقول إن سقراط لم يفقد هذه الخصائص الجمال أو الموسيقى)، لأن الحامل ألا وهو سقراط نفسه يظل كما هو، لأنه لابد أن يكون هناك كيان ما، إما واحدا أو أكثر من واحد، تظهر منه جميع الأشياء الأخرى ويظل كما هو. الرطبة. واعتقد البعض أن القدماء الذين عاشوا قبل الجيل الحالي بزمن طويل،