وغالبا ما يلجأ هؤلاء الساسة والإعلاميون إلى وسائل الاتصال الجماهيري لتحقيق أهدافهم الاتصالية، فإن وسيلتهم في ذلك تكون على مستوى الاتصالين الشخصي أو الجماعي من خلال المناقشة التي تتناول قضايا البيئة السياسية التي يثيرها الساسة والإعلاميون من خلال وسائل الاتصال الجماهيري، وقد يشارك أفراد الشعب في العملية السياسية من خلال وسائل الاتصال الجماهيري، أيضا إذا كان الإعلاميون يمثلون الوسط بين الحكومة والشعب. وكون الاتصال السياسي اتصال هادف أي أنه محدد بغايات مرسومة وأهداف مقصودة، فالسياسي الذي يتحدث إلى الشعب عبر وسائل الاتصال يهدف إلى إيصال رسالة محددة و الإعلامي الذي يراقب أعمال الحكومة وأساليب ممارستها للسلطة مثلا يهدف إلى غاية محددة، وأفراد الشعب الذين يشاركون في العملية السياسية من خلال وسائل الاتصال المختلفة إنما يهدفون إلى التعبير عن رأيهم اتجاه القضايا المتعلقة ببيئتهم السياسية، والاتصال السياسي يرفع حالة الوعي السياسي للأفراد في الدول الديمقراطية والمتطورة، بينما في المجتمعات النامية والتي تمارس الدكتاتوريات يهدف الهيمنة والتحكم في سلوك الأفراد والجماعات، فهذا التعريف إذن يتضمن عناصر أساسية يقوم عليها الاتصال السياسي وهي: - النشاط السياسي: وهو مضمون العملية الاتصالية السياسية. - القائم بالاتصال : وهم الساسة أو الإعلاميون أو عامة أفراد الشعب. الهدف الذي يتضمن الأثر المقصود من الرسالة سواء كان متعلقا بوظيفة التأثير في الرأي العام أم في عملية التنشئة السياسية. الوسيلة: وهي كل وسيلة اتصالية تجسد النشاط السياسي الذي تمارسه الحكومة أو الإعلاميون أو أفراد الشعب. ويسعى لتحقيق أهداف سياسية ويعتبر من الأدوات الفعالة والرئيسية التي يعتمد عليها أي نظام سياسي ويستخدمه في تحقيق استراتيجياته المختلفة ". وتعريفات الاتصال السياسي التي قدمها المتخصصون كثيرة من خلال كتبهم ودراساتهم وأبحاثهم، ولكننا نكتفي بما أثبتناه هنا لتوضيح تنوع الطرح واختلاف وجهات النظر حول العناصر الأساسية التي يتركب منها تعريف مصطلح الاتصال السياسي. فيما ينحصر تعريف ميدو Meadow في الرموز والرسائل ويستبعد عناصر أخرى مثل الوسائل نجد أن بليك وهاردسن يقصران تعريفهما على عنصر الأثر الذي يحدثه الاتصال السياسي في البيئة السياسية، ثم يأتي دينتون وودوارد فيستبعدان من تعريفهما للاتصال السياسي كل العناصر المهمة التي ينبغي أن يتركب منها مثل الوسيلة والأثر والجمهور ، ولعل أقرب التعريفات إلى الشمول هما تعريف شودسون وماركيز إن تفوق الأخير في تضمين تعريفه العناصر الأساسية التي يتشكل منها الاتصال السياسي مثل الوسيلة الجمهور، القائم بالاتصال الهدف الأثر والمضمون. والحقيقة التي نلحظها تتكرر في كتابات و دراسات المهتمين بالاتصال السياسي هي أن هناك نشاطات تسمى اتصال " Communication " ولكن أساتذة الاتصال لم يتفقوا على ماهية هذه الأنشطة، وهناك أنشطة تصنف تحت مفهوم السياسة Politique" "، وعندما تؤثر - رغم أنه ليس هناك اتفاق بين أساتذة الاتصال حول ماهية هذه الأنشطة أيضا الأنشطة السابقة "الاتصالية على الأنشطة اللاحقة "السياسية" يحدث ما عرف بالاتصال السياسي. وبالتالي فيمكن القول بأن الاتصال السياسي هو " النشاط الموجه الذي يقوم به الساسة أو الإعلاميون أو عامة أفراد الشعب والذي يعكس أهداف سياسية محددة تتعلق بقضايا البيئة السياسية وتؤثر في الحكومة أو الرأي العام أو الحياة الخاصة للأفراد والشعوب من خلال وسائل الاتصال المتعددة ". أو من خلال وظيفة مراقبة الحكومة و متابعة نشاطات رجالها. ويشير إلى أن هذا التعريف يتضمن: كل أشكال الاتصال التي يقوم بها الفاعلون السياسيون لتحقيق أهداف معينة. الاتصال الموجه إلى السياسيين من غير المشتغلين بالسياسة كالناخبين وكتاب الأعمدة الصحفية وغيرهم. الاتصال الذي يتناول الساسة وأنشطتهم كما تتضمنها التقارير الإخبارية والافتتاحيات والأشكال الأخرى من تناول وسائل الإعلام للسياسة. حيث يؤكد ماكنير أنه أخذ في الاعتبار، مثل: شكل الوجه والملبس، فهذه الأشياء وغيرها من الرموز الاتصالية قد تشكل وتكون الهوية السياسية. تعريف دينتون وودوارد Denton and Woodward : الاتصال السياسي هو : " المناقشة العامة حول السلطة ومصادر الدخل العام في المجتمع ". تعريف بليك و هاردسن Blake & Harddsen " : " الاتصال المؤثر تأثيرا حقيقيا أو ممكنا في الحالة السياسية، أو الوجود السياسي بصفة عامة ". تعريف فيليب دافيسون Phillip Davison الاتصال السياسي هو : " الطريقة التي تقوم بها الظروف السياسية بتشكيل نوعية الاتصال وكميته من جهة،