عصر العولمة يؤدي لامتداد العلاقات الاجتماعية وتطوير المستوى المعيشي. في الوقت ذاته نرى أن للعولمة جانب سلبي واضح على الثقافات واللغات المختلفة. هل يجوز أن اللغة العربية هي من إحدى اللغات التي أثر عليها الجانب السلبي من العولمة ام ساهمت العولمة بتطويرها؟ هناك العديد من وجهات النظر حول هذا الموضوع، حيث يتكلم المقال "تربويون: العولمة أكثر خطورة على اللغة العربية من الاستعمار" (الجزيرة، 20/2/2007) عن تأكيد خبراء وتربويون عرب في مؤتمر بالقاهرة على خطورة عولمة الثقافة وتفوق اللغة الإنجليزية على اللغة العربية. و يشددون على أن هذا التحول يمثل تهديدًا أكبر على اللغة العربية من الاستعمار وقد يؤدي إلى ضعف التواصل باللغة القومية. ويحذر من أن مهارات استخدام الحاسوب واللغة الإنجليزية تصبح ضرورية للالتحاق بمعظم الوظائف، مما قد يؤدي إلى تراجع اللغة العربية خلال خمسين عامًا. واقتراح استراتيجيات لتعزيز استخدام اللغة الوطنية بفعالية لدى الأطفال العرب. من جهتها، معارضة للتأثير اللغوي الغربي الذي يسعى لترسيخ نموذج أحادي. وأكدت جنان عبده الفلسطينية على أهمية اللغة العربية كرمز للهوية القومية، وقد عكست التحديات اللغوية تجربة الفلسطينيين في مواجهة الاستعمار. بينما في المغرب، أثار تصريح وزير مغربي جدلاً بعد وصفه اللغة العربية بأنها "لغة ميتة وليست لغة علم". وما إذا كانت ستبقى قائمة أم ستواجه خطر الانقراض. يشير إلى أن هناك تراجعاً في الاهتمام بتعليم اللغة العربية في بعض البلدان العربية، مثل الجزائر، وتطرح تساؤلات حول جدوى مثل هذه الإجراءات وما إذا كانت هي السبيل المثلى لإعادة الهيبة للغة العربية. يُلقي الضوء أيضًا على التحديات التي تواجه اللغة العربية في ظل اهتمام العائلات بتعليم أبنائها لغات أجنبية. حيث يتناقش اللغويون بين من يعتقدون ببقاء اللغة بسبب دورها الديني ومن يرون أنها تواجه التهديد في ظل التحولات الحديثة والتراجع في استخدامها في مجالات الحياة اليومية. يؤكد ياسين حكان الكلام المسبق في مقاله "مستقبل اللغة العربية في عصر العولمة" (الجزيرة، وهو ناتج عن تحكم ذوي الاقتصاد القوي في الإنتاج الأدبي والثقافي. مما يؤدي إلى جمود في بنيتها وتراجعها. اللغة العربية تعاني من فقدان المفردات والتعبيرات التي تتعلق بالتكنولوجيا الحديثة، وتظهر مقاومة في قبول المفردات الجديدة من اللغات العالمية. حيث تفرض ثقافتها وتعزز اندماج المصطلحات الأجنبية في حياة الناس. مما يسهم في تفاقم الأزمة وعدم مجاراة التطورات العصرية. الازدواج اللغوي يظهر في الكتابة المتعددة والمتنوعة من قبل كتّاب من مختلف الأقطار العربية وكذلك الكتّاب الذين انتقلوا إلى الغرب، وتشجيع الكتّاب المبدعين على الإبداع والكتابة.