يُبرز الشاعر والناقد الدكتور خليفة الوقيان حضورًا متميزًا في المشهدين الأدبي والثقافي الكويتي. فهو شاعر مبدع يتميز بموهبة فذة وبلاغة عالية، وقد ترك بصمة خاصة في الشعر. كما يتميز بكتاباته النقدية في الدراسات الشعرية، بإضافة رؤية نقدية عقلانية أثرت النقد الأدبي، مع تجاوز محدود لهذا المجال في كتابه "الثقافة في الكويت". يُعرف الوقيان بشجاعته الفكرية ومعارضته للتطرف الفكري في قصائده وكتاباته، مدافعًا عن القضايا الإنسانية ومناهضًا للغلو الفكري، مكررًا هذا الرفض باستمرار نظرًا لتكرار التطرف. قصائده تجمع بين الحداثة والأصالة، وتُظهر عمقًا إنسانيًا وعروبية قوية وطنية عالية، متضمنة عوالم إنسانية من شغف وصداقة ووفاء، مع أبوة حانية، ومضات تعليمية تتجاوز الذاتية إلى العالمية. تتميز قصائده بإرث تاريخي مشترك، ورؤى خاصة تتقاطع مع غيرها دون تكرار، مُظهرة روح شعراء التجديد كلسياب والبياتي. يُجسّد صمته حكمة كما في قوله "الصمت يُحمد في زمان الثرثرة". يُعدّ الوطن قصيدة خالدة لديه، يتناولها بمباحث متعددة، بخصوبة تعكس حبه للكويت، مُجسّدًا إياها بجمالها وخصبها، ومقاومتها للظلام، كما في قصيدة "العروس والقرصان". لكنّ هذا الجمال يتحول إلى غضب عند مواجهة العدوان، كما في "إشارات" التي تُظهر تشظي الذات أمام أهوال الغزو، وعنف العدوان. يُظهر "برقيات كويتية" مفارقة شعبٍ محبٍ للعروبة يُغتال من قبل شقيقه العربي، مُنكِرًا ادعاءاتهم بتحرير القدس. كما يُظهر وفاءً للعروبة وقضاياها، مع مكانة خاصة لفلسطين في قصيدته "ذكرى وعد بلفور". يستخدم التاريخ في قصائده لفهم الحاضر، مُبيّنًا ارتباطه بأحداث الماضي، كالنكبات العربية، متسائلاً عن أسباب تكرار هذا الاستخدام، وهل هو تفسيراً لماضي بعيد، أم آلية أدبية؟ في قصيدة "القضية"، ينتقد السياسيين بوصفهم وجوهًا خشبية، مُكررين أخطاء الماضي كالدولة العباسية، مُسائلاً دور الشعر والفكر في مواجهة الظلم. في مقدمة ديوان "تحولات الأزمنة"، ينتقد من يضع أصابعهم في عيون الباطل. يُوضح كتاب "خليفة الوقيان في رحلة الحلم والهم" تحولاته الفكرية من النص العمودي إلى التفعيلة، ومن التقليد إلى الإبداع، والبحث عن شخصية مميزة. يُناقش الوقيان في مقابلة قدرة الناس على مواجهة الباطل، مؤكدًا دور الظروف الاجتماعية والاقتصادية والضعف الإنساني. "تحولات الأزمنة" تُظهر تغيرات راديكالية في الواقع والمفاهيم، صراعًا بين الأضداد كـ"قورش" و"نبوخذ نصر"، وانقلاب القيم، وصراع البداوة والحضارة، مع غربة الروح وخيبة الأمل في فقدان قيم البداوة. ينتهي الوقيان بقصائده إلى دعوة مستمرة للديموقراطية والسلام والتعايش، كما في ديوانه "الدروش والصبرا"، مُعارضًا التطرف بلغة مباشرة تُناسب مخاطبة المتطرفين.