في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، قام الأوروبيون، خاصة الإسبان والبرتغاليون، برحلات استكشافية كبرى، كان لها دوافع اقتصادية (تجاوز الوساطة العربية، الوصول إلى آسيا)، تقنية (ظهور أدوات ملاحة جديدة)، دينية (نشر المسيحية)، وسياسية (بناء إمبراطوريات). شملت هذه الرحلات وصول كولومبوس لأمريكا الوسطى، وماجلان للفلبين (مؤكداً كروية الأرض)، ودياز لرأس الرجاء الصالح، ودي غاما للهند، وكابران للبرازيل. نتج عن هذه الاكتشافات تحويل الطرق التجارية من البحار المتوسط والأحمر إلى المحيطات، حصول الأوروبيين على معادن نفيسة، واستنزاف خيرات المستعمرات واستغلال سكانها. أدت هذه التحولات إلى ظهور الميركنتيلية، تيار اقتصادي (القرن 15-18) اعتبر المعادن النفيسة أساس قوة الدول. تباينت ممارسات الميركنتيلية بين الدول: ركزت إسبانيا على السياسة المعدنية، إنجلترا على التجارة الخارجية، وفرنسا على الصناعة، وسعت كل منها لتجميع المعادن النفيسة.