وهذا راي المعتزلة والاشاعرة من الفرق الاسلامية وهو راي المدرسة العقلية بزعامة ديكارت والمثالية بزعامة افلاطون ، فما جعله الله حلالا فهو اخلاقي ويوافقه في ذلك العقل ، فهناك حسبه عالم مفارق للعالم الواقعي فيه صور كل الموجودات والمفاهيم الواقعية ولكن بنماذج مثالية مطلقة ، ومن بينها الاخلاق ، وهذا العالم معقول غير وليس محسوسا ، وبهذا فان الاخلاق الحقيقية المطلقة تدرك بالعقل مادامت موجودة في عالم المثل . ويجبره على ترك الشر والابتعاد عنه حتى اذا قام به احس بالذنب ، وذكر للواجب الاخلاقي قواعد محددة ، من بينها ان يكون منزها بالكلية عن اي نفع غير الفعل في ذاته ، بمعنى ان يقوم الفرد بفعل الخير من اجل الخير في حد ذاته وليس طمعا في نتيجة تاتي بعده او اجر او اي شيء غير الفعل بذاته. وان يقوم بالفعل الاخلاقي دون النظر الى ما يقوم به الناس حتى يصبح فعله بالنسبة اليه كقاعدة وسنة كونية ، اضافة الى ضرورة معاملة الناس بالاخلاق من منطلق معاملة الانسانية فيهم وفي الذات ، بحيث يعامل الفرد غيره وكانه يتعامل مع نفسه ، وربطها بالعقل الذي يقدسه ويعتبره جوهر الانسان المطلق ويسلم بانه ” اعدل قسمة وزعت بين الناس بالتساوي ” .