على الرغم من أن معاهدة عام 1946، أعطت الاردن الاستقلال السياسي التام ،الا انها سمحت لبريطانيا في الوقت نفسه بالاحتفاظ بقواعد عسكرية في الأردن و ضباط بريطانيين في صفوف الجيش العربي، لضمان حسن تدريبه كون الاردن اصبحت دولة حليفة لبريطانيا مقابل تقديم معونة مالية للأردن قيمتها 12. وقد ادى هذا الوضع الى إحداث مشاكل داخلية تمثلت بالتضارب الذي كان يحدث في كثير من الاحيان بين الضباط الاردنيين الذين يعملون من منطلق الايمان بخدمة المصالح الوطنية و القومية، والضباط البريطانيين الذين يعملون من منطلق خدمة المصالح البريطانية، وأدى وجود الضباط البريطانيين في صفوف الجيش العربي الى إحداث توتر في العلاقات الأردنية السورية المصرية على اعتبار أن وجودهم يمس سيادة واستقلال الدولة.لذلك ومن منطلق حرص الملك حسين على تحقيق أعلى مراتب السيادة و الاستقلال للدولة الأردنية وإزالة العوامل كلها التي من شأنها إحداث توتر في العلاقات الأردنية العربية اتخذ قراره التاريخي يوم 1/آذار/1956، بإعفاء الجنرال جون كلوب رئيس هيئة الأركان وبقية الضباط البريطانيين من مهامهم وإسنادها إلى ضباط أردنيين، وأُسندت قيادة الجيش العربي الى اللواء راضي عناب.