صديقنا وائلٌ طِفْلٌ ذَكِيٌّ مُتَابِرٌ ، يَلْقَى الاحْتِرَامَ وَالتَّقْدِيرَ مِنْ كُلِّ صَديقاتِهِ وأصدقائه. يقضي وائلٌ وَقْتَ فَراغِهِ في وَرْشَتِهِ الصَّغِيرَةِ. إذا زُرْتَها وَجَدْتَ فِيهَا كَثِيراً مِنْ أَدواتِ الرَّسْمِ وَالْأَلْوانِ وَالْأَوْرَاقِ وَالْأَخْشَابِ وَغَيْرِها مِنَ الْمَواد القابلة لإعادة الإِسْتِعْمَالِ. سَاعَدَهُ وَالِدَاهُ عَلَى إِنْشَاءِ هَذِهِ الْوَرْشَةِ، لِأَنَّهُ مَولَعٌ بِتَحْوِيلِ الْأَشْيَاء التي تنتفي الْحَاجَةُ إِلَيْهَا، فَهُوَ مَوْهُوبٌ فِي التَّشْكِيل. يَتَمَتَّعُ وائلٌ بِقُدْرَةِ كَبِيرَةٍ عَلَى الْإِبْداعِ وَالتَّخَيْلِ. وَمِنْ بَيْنِ الْأَفْكَارِ الَّتِي حَوَّلَهَا إِلَى حَقِيقَةِ، فِكْرَةُ إِنتاج لوحة فنية جميلة شكلها من بقايا قصاصات الْوَرَقِ الْمُلَوَّنَةِ. رَسَمَ صَدِيقُنا وائلٌ أَوَّلاً، مَوْجَةَ بَحْرِ بِقَلَمِ الرَّصاصِ ، ثُمَّ قَصَّ الْوَرَقَةَ وَأَلْصَقَهَا بِحَذَرٍ شَدِيدٍ بِوَاسِطَةٍ الصَّمْعَ أَسْفَلَ اللُّوْحَةِ. رَسَمَ زَوْرَقاً عَلى وَرَقَةٍ بُنِيَّة، يَقِفُ في وَسَطِهِ شَخْصٌ وَبِيَدِهِ مِجْدافٌ. قَصَّ الْوَرَقَةَ بِالْمِقَصِّ وَالْصَقَها في أعلى الْمَوْجَةِ الزَّرْقَاءِ الْعَالِيَة، ثُمَّ رَسَمَ شَكْلَ الشَّمْسِ الدَّائِرِي وَأَشِعْتَها عَلى شَكْلٍ مُثَلُثَاتٍ عَلى وَرَقِ مِنَ اللَّوْنِ الْأَصْفَرِ الذَّهَبِي قَصَّهَا وَأَلْصَقَهَا فِي أَعْلَى اللُّوْحَةِ. رَسَمَ وَائِلٌ طُيوراً عَلَى وَرَقَةٍ سَوْداء، وَقَصَّ الطيور وَالْصَقَهَا بَيْنَ الشَّمْسِ وَالزَّوْرَقِ هَاهِيَ لَوْحَةُ وَائِلِ جَاهِزَةً، إِنَّهَا تَعْرِضُ زَوْرَقاً فِي عَرْضِ الْبَحْرِ تُحَلَّقُ فَوْقَهُ الطُّيُورُ تَحْتَ شَمْسٍ مُشْرِقَةٍ سَوْفَ يُعَلِّقُهَا فِي بَهُوَ الْبَيْتِ.