فكان ينظر إليهم بعينين مشرقتين فرحًا، لأنه كان يعتقد أن اللوحة المعلقة على صدره إنما هي وسام قدمه الملك له سربون بركته ورضاه من زيارته، رأى بينهم بدويا من قبيلته، فاختلج قلبه طربا، وهتف به بأعلى صوته قائلا: بربك يا صاح أين نحن الآن ؟ أليست هذه المدينة التي يسميها شيوخنا مدينة رغائب القلب، وشعبها الأريحيون الفياضون الذين يحتفون بعابر السبيل في قصورهم، ويرافقه أمراؤهم ويشرف ملكهم صدره بالنياشين فاتحا له أبواب مدينته الهابطة من السماء ؟!"