: أفرز التطوّر العديد من الأساليب التي تتعامل مع الصورة وصولا إلى عصر الكاميرا والتلفزيوناليوم، حيث اكتست خصائص جديدة جعلتها متميزة التأثير. ويمكن الإشارة إلى بعض التأثيراتللصورة منها :التأثيرات النفسية والتربوية للصورة :إن انجذاب المتلقي تجاه المادّة المعروضة بفعل التأثيرات النفسية للصورة كونها تنقل الواقع كما يقول أرسطو : « إن التفكير مستحيلمن دون صور »، لقد كان الأدب هو الذي يقوم بتلك المهمة طيلة القرون الماضية فكان هومقياس ثقافات الأمم ويعكس واقعها الاجتماعي وتاريخها،الأكثر شعبية ولكنّ هذا الدور بدأ ينحصر بعد اختراع الصورة المتحركة كوسيلة للتعبير سواء فيالسينما أو التلفزيون، حيث لم تعد الصور حكرا علىمن هذا الحديث يمكن أن نستنتج أهمية الصورة في العصر الراهن قياسا بالأدب، ومما جاء في لذا اهتم الجميع بها. حقا إن الصورة ليست وليدة اليوم ؛ فالحياة المعاصرة لا يمكن تصورها من وهذا ما أكده رأي الناقد الفرنسي « رولان بارت « حيث يقول : « إننا نعيش في لقد جعلت الصورة بشكلها في القنوات الفضائية الإنسان في مواجهة مباشرةمع الحدث.إن ثقافة الصورة هي ثقافة مفروضة علينا،لتا سيطرة عليها فهي قابلة للتكرار ومن خلال هذه العملية يحدث نوع من الأهمية والتأثيرومن ثم التفاعل.نمط ثقافي واحد وفق إرادة المنتج المهيمن بالتعاون مع المخرج والمعدّ والمقدّم، ويكون ذلكعبر احتكار وسائل الاتصال والسيطرة المختلفة كالتقنية والمعلوماتية وتكنولوجيا الاتصالات. إنلسحر الصورة مكانتها المثيرة والسحرية في نفوس الآخرين.على الفئات التي تعاني من النسيان والتهميش الاجتماعي وتشاهد التلفزيون بكثرة، فتحتاجإن ثقافة الصورة هي ثقافة المستقبل والتي لا يمكن لرقيب أن يمنعها كما أنها تنشر كل ومعظم ثقافات الأممباتت تواجه اليوم اقتحام البرامج المعولمة بالصورة والصوت من الخارج، لتحل بديلا عن البرامجالمحلية التي تخلق الرتابة والملل لتأتي من خلال البرامج الثقافية وغيرها والتي تتخذ التسليةوالمرح رسالة لها كهدف ظاهر ولتمرير ثقافات هادفة كهدف مبطّن.إن ثقافة الصورة بأشكالها المتعددة وأخطرها القنوات الفضائية تلعب ولعبت دورا أساسيا فيتشكيل وعي الإنسان المعاصر بأشكال إيجابية حينا وأشكال سلبية حينا آخر.التأثيرات الاجتماعية والسياسية لثقافة الصورة :التلقي لدى الأميين وأصبح بإمكانهم مشاهدة ومتابعة ما تعرضه الفضائيات،حكرا على الأغنياء، كما يشاهد الفضائيات الصغير والكبير،المتلقي إلى معرفة اللغة أو امتلاكه مستوى وعي ثقافي معين لمتابعة المواد عبر التلفزيون، فهي التي عليها أن ترسم وتخطط،ذلك سنفقد البوصلة.إن الحديث عن القنوات الفضائية يجرنا إلى الحديث عن الانعكاسات السلبية لها،ما ننسى أن هذه الثورة قد شجعت القطاعات الثقافية على النموّ بما قلص من المسافات بينالشعوب والمجموعات ولعبت دورا في تربية الأفراد وتنمية قدراتهم ومداركهم ومعارفهم،