العبادات هي من أعظم الوسائل التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وبها ينال محبة الله سبحانه وتعالى ومرضاته. ويأمرنا الله سبحانه وتعالى بعبادته وحده، فهو خالقنا المنعم علينا، والأمر بالعبادة يعني الامتثال لأوامره سبحانه والاجتناب عن نواهي. لقد بين الله سبحانه وتعالى سبب وجوب عبادته وحده بقوله: "عبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون"، فقد أنعم علينا بكل أصناف العطايا، خلقنا بعد العدم، ومنحنا السمع والبصر والفوائد، ونعم علينا بإحسان الظاهر والباطن. جعل الأرض فراشا نستقر عليها وننتفع بها، وأنزل من السماء ماء فاحيا به الأرض وأخرج من الثمرات ما نتقوت به. فمن علينا بأنواع الطعام والشراب، ففي هذه النعم الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى لابد من أن تقابل بالشكر والعرفان. فعلينا عبادة الله تعالى والامتثال لأوامره وطاعته بكل حب وخشوع ورضاه بها، وشكرًا لنعمته، واعترافًا بفضله وكرمه، وتطهيرًا لأنفسنا من الذنوب. ثم بين الله تعالى لنا غاية خلقه لنا، فقال تعالى: ...