لا يمكن الحديث عن بدايات سينما ثورة التحرير الجزائرية دون ذكر إسهام رينيه فوتييه، الذي كان على علاقة وطيدة بقادة الثورة، مثل عبان رمضان. يمكن تلخيص حياته على أنها رحلة من المقاومة السينمائية. سعى فوتييه دائماً لجعل "الصورة والصوت متاحين لأولئك الذين تحرمهم السلطات منهم". بعد تجربته مع الحرب العالمية الثانية، اختار "الكاميرا في متناول اليد" للمقاومة. كانت حياته الصاخبة شغلتها مواجهة الرقابة الفرنسية التي طاردت أعماله وألقته في السجن وحجبت أفلامه، فحاز لقب "أكثر المخرجين الفرنسيين تعرضاً للرقابة". تحولت الرقابة إلى شبح يلاحق أعماله، فأضرب عن الطعام عام 1973 شهراً كاملاً مطالباً بوقف الرقابة الفرنسية على الأعمال السينمائية. التحق فوتييه بالمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي منذ بدايتها. في عام 1954، أخرج فيلماً وثائقياً بعنوان "الجزائر أمة" عن عنف الغزو الفرنسي للجزائر. منعت الرقابة الفيلم، وحكم على فوتييه بجرم "الإساءة للأمن الداخلي للدولة". في عام 1956، التحق بالقواعد المسلحة الجزائرية عبر تونس. صور فيلم "الجزائر تشتعل" عام 1958، والذي عرض القضية الجزائرية للعالم. بعد استقلال الجزائر، استقر فيها فوتييه وأخرج "شعب يسير" أول فيلم في الجزائر المستقلة. تعمل أفلام فوتييه على مواقف معقدة وتضارب وجهات نظر: فهي تبحث عن طرق لسرد النضال الشعبي من خلال إعادة تأهيل السرد والتركيز على تفاصيل الحياة اليومية. أخرج فوتييه أو ساهم في أكثر من 180 فيلماً من كل الفئات والأنواع. حظي بتكريمات عديدة في الجزائر، مثل الاحتفاء بمهرجان وهران للسينما العربية في 2012 والتكريم في شهر نوفمبر 2014 بسينماتيك الجزائر.