وقد تميّزت أساليب التّوجيه الحجاجيّ البلاغيّ في الخطاب القرآنيّ لسور فواتح لفظ الحمد بالشّموليّة والتّنوّع، من أجل ذلك اخترنا البحث في الآليات الحجاجيّة البلاغيّة في القرآن الكريم بمساعدة من المشرف في حبك عنوان البحث الذي يتعلّق بالتّوجيه الحجاجيّ البلاغيّ الذي نقصد به التّأثير على آراء المتلقي وسلوكياته، وبالتّالي تحقّق الغايات بالاعتماد على الاستمالة والتّأثير والإقناع التي توفّر عليها القرآن الكريم مستفيدين من المنهج الوصفيّ المشفوع بالتّحليل المدعوم بالمقاربة التّداولّيّة، من حيث أنّ الحجاج جزء لا يتجزأ من التّداولّيّة، وذلك قصد الكشف عن الآليات الحجاجيّة البلاغيّة التي وظّفها القرآن الكريم للإقناع وعليه جاءت الدّراسة تحت عنوان " التّوجيه الحجاجيّ لبلاغة الخطاب في سور فواتح لفظ الحمد من القرآن الكريم"، فاطر) لبيان علاقة لفظ الحمد بمواضيع هذه السّور، وعلاقته بالتّوجيه الحجاجيّ البلاغيّ، وكذا لبيان هذا الأخير الذي توفرّه خصوصيّة الإقناع والتأثير واستعانته بالوسائل البلاغيّة الممكنة. - ميلنا ورغبتنا إلى الدّراسات الحجاجيّة البلاغيّة، - الرّغبة في فهم نظريّة الحجاج وآلياته واستثمارها في تحليل سور فواتح لفظ الحمد والكشف عن الجانب الإعجازيّ في استهلال هذه السّور بلفظ الحمد. ومن خلال دراستنا لهذا الموضوع شغلتنا إشكاليّة عامّة تتضمّن عنوان البحث حاولنا الإجابة عنها وهي: ما مدى فعاليّة الآليات البلاغيّة القديمة والجديدة على الإقناع والتأثير، وهل يمكن للآليات الحجاجيّة البلاغيّة أن تدعم طاقة القول الحجاجيّ، - ما علاقة الحجاج بالبلاغة؟ ما مدى تأثير الوسائل البلاغيّة على الحجاج؟ ما مدى اعتماد سور فواتح لفظ الحمد على آليات الحجاج البلاغيّ، وما هدفه؟ وكيف كان وقع التّوجيه الحجاجيّ لهذه السّور على المتلقّي من حيث التّأثير والاستمالة والإقناع؟ - إبراز الأليات البلاغيّة القديمة (البيانيّة والبديعيّة) في سور فواتح لفظ الحمد. - إبراز الأليات البلاغيّة الجديدة في سور فواتح لفظ الحمد. - إبراز الجوانب الحجاجيّة المستندة على الوسائل الجماليّة في الخطاب القرآنيّ . أمّا عن جدّة وحداثة هذا الموضوع فلم نقف – في حدود علمنا – على دراسات سابقة تمزج بين التّوجيه الحجاجيّ البلاغيّ وسور فواتح لفظ الحمد، وإن وجدت دراسة لنفس المدوّنة لكن مجال البحث مختلف. وجدنا دراستين الأولى موسومة ب"مناسبة فواتح سور الحمد ومقاصدها" لأحمد عطا محمّد عمر، كما يوجد دراسة ثالثة لنفس مجال البحث لكن المدوّنة مختلفة تحت عنوان "التّوجيه الحجاجيّ في الخطبة الفدكيّة للسّيّدة الزّهراء" لعبد الإله عبد الوهّاب هادي العرداويّ، واستثني منه الجانب البلاغيّ. ولدراسة هذا الموضوع اعتمدنا على المنهج الوصفيّ مستندا على الإجراء التّحليليّ المدعوم بالمقاربة التّداولّيّة، هذا المنهج الذي يعتبر مناسبا لطبيعة الموضوع، وفي جمع المادّة البلاغيّة الحجاجيّة من خلال إبراز قوّة وتأثير التّوجيه الحجاجيّ البلاغيّ في القرآن الكريم. وقد سيّرنا بحثنا وفق خطّة بحث مُحكمة تهدف إلى التّحكّم الجيّد في مادّة البحث بحيث استهلّت بمقدّمة يليها ثلاثة فصول، أمّا الفصل الأوّل جاء تحت عنوان "البلاغة والحجاج تكامل وتوجيه" تناولنا فيه المفاهيم العامّة للبلاغة والحجاج لغة واصطلاحا، والعلاقة بين الحجاج والبلاغة. أمّا الفصل الثّاني الموسوم ب "التّوجيه الحجاجيّ للبلاغة القديمة في سور فواتح لفظ الحمد" بدأناه بتعريف الحمد، وسور الحمد وبيان فضلها وعلاقة استهلالها بالحمد وتسمّيّتها وسبب نزولها وموضوعها، ثمّ بيّنا التّوجيه الحجاجيّ للبلاغة القديمة وتطبيقاتها في سور فواتح لفظ الحمد الذي ضمّ عنصر البيان الذي تفرّع عنه الاستعارة والتّمثيل والكناية ثمّ عنصر البديع تفرّع عنه الطّباق والجناس والمقابلة. وأمّا الفصل الثّالث الموسوم ب " التّوجيه الحجاجيّ للبلاغة الجديدة وتطبيقاتها في فواتح سور لفظ الحمد" فقد تتضمن حجج الوصل وحجج الفصل، واللغة والحجاج لأبي بكر العزّاويّ، الحجاج في البلاغة المعاصرة لمحمّد سالم الأمين طلبة، الحجاج عند أرسطو لهشام الرّيفيّ، - قلّة الدّراسات في مجال بحثنا فيما تعلّق بالتّوجيه الحجاجيّ البلاغيّ في القرآن الكريم، - صعوبة البحث في الدّراسات القرآنيّة فلا مجال إلا للعلم المستند على الأدلّة، والقول الذي يتحرّى أقصى درجات الصّواب، - في دراستنا التّطبيقيّة على النّصّ القرآنيّ وجدنا صعوبة في اكتشاف الحجّة والنّتيجة والتّوجيه الحجاجيّ فاعتمدنا على التّفاسير لاكتشاف التّوجيه الحجاجيّ للآيات القرآنيّة لتحرّي الدّقة والصّواب. ورغم هذه الصّعوبات فإنّنا وجدنا متعة في البحث عن الشّواهد الدّالّة على التّوجيه الحجاجيّ البلاغيّ ومقارنتها بالتّفسير واكتشاف وجودها. وفي الختام وجب أن نحمد الله عزّ وجلّ ونشكره على توفيقه لنا في إنجاز هذا العمل المتواضع، حيث قام بمساعدتنا في صياغة عنوان البحث، ونتمنى أن يكون فيه نفع وإفادة وإضافة في مجال الدّراسات الحجاجيّة.