يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا) في هذه الآيات ختم النداء، بما يدل على حب إبراهيم عليه السلام، فينصح والده بالأسلوب الحكيم، وبذلك يكون مصير والده في يوم القيامة عذاب النار، ويكون قرينًا للشيطان في العذاب؛ علاوة على ذلك نسب إبراهيم عليه السلام الخوف إلى نفسه دون والده فهذا يصنع بر الأبناء بالأباء، وأنه لا يصل إلى ذلك إلا إذا رأى أنه سدت عنه رحمه الله، استخدم يمسك للتعبير عن القوة والسيطرة والتأكيد على قدرة الله على الحفاظ على الأمور والسيطرة عليها. كما نلاحظ في بداية الآية تكررت كلمة (يَا أَبَتِ) للمرة الرابعة على لسان المتكلم _ إبراهيم عليه السلام _ لازمت حرف التاء، فإذا قمنا بتركيز على هذه الآيات، أما نبي الله إبراهيم عليه السلام كان يبدي خوفا، وحبًا على أبيه من أن يمسه عذاب الله، ❖ القيم المستفادة من دعوه إبراهيم عليه السلام لأبيه والأخلاق والآداب التي استخدمها: ● الأخلاق والأدب في التعامل مع الوالدين: أظهر إبراهيم عليه السلام احتراما كبيرا لوالده عند مخاطبته له واستخدم أسلوب هادئ، وأحسنها في التعامل مع كافة الناس. ● الصبر: حيث أن إبراهيم عليه السلام تحلى بالصبر عند دعوته لأبيه فلم يكف عن المحاولة بل استمر في دعوته، وفي معتقداته. وتعم الفائدة، وينتشر العلم، فإبراهيم عليه السلام صدع بلحق ووقف بوجه أبيه. الجزيرة نت) والأفضل لقبول الأفكار هو الحوار، والمناقشة بالتي هي أحسن، قال سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ} [النحل: 125]. فترى القرآن الكريم يضمن الحوار مثل: حوار نبي الله ابراهيم عليه السلام مع والده. طريق الإسلام) وذكّره بنبوته ليستثير حبه،