وضح مبررات ادخال اللعب في المنهاج الدراسي؟ أ. يقصد بالتطور المعرفي عند الأطفال إنماء تفكيرهم ومعلوماتهم ومعارفهم عن خصائص الأشياء والمواد والأشخاص والأفكار، وزيادة إدراكهم لموضوعات الحياة التي يتفاعلون معها في بيئاتهم المختلفة، إضافة الى إنماء حصيلتهم اللغوية. هذا هو المعنى العام للتطور المعرفي عند الأطفال. بـ كيف يسهم اللعب في التطور المعرفي عند الأطفال؟ يشكل اللعب بيئة غنية ووسيطا تعليميا فعالا لإنماء الجانب المعرفي عند الأطفال، بفضل ما يتيحه نشاط اللعب من فرص لاكتساب المعلومات والمعارف والمفاهيم عن خصائص الأشياء التي يتفاعل معها الطفل في أثناء اللعب. وقد يمارس الأطفال اللعب بصورة سلبية عن طريق الرؤية المباشرة المحسوسة للعب أو عن طريق مشاهدة نشاط اللعب في برامج التلفاز أو في قراءة الكتب والمجلات والمصادر التعليمية الأخرى، وقد يمارس الأطفال اللعب بصورة إيجابية حقيقية عن طريق اللعب بالأشياء والأدوات والمواد والتفاعل مع الأطفال الآخرين، في إطار اللعب الفردي والمتوازي والتعاوني الجماعي داخل المنزل والبيئة الخارجية. فالطفل حينما يلعب مع الآخرين من أترابه، فإنه يتفاعل معهم ويتصل بهم ويتواصل مع أقرانه في موضوعات مختلفة، وهو في أثناء هذا التفاعل يكتسب مهارات لفظية وغير لفظية واجتماعية كما يكتسب معلومات ومفاهيم عن خصائص الأدوار التي يمارسها في أثناء اللعب مع الاتراب، فضلا عن اكتسابه مفردات لغوية تساعده على تطوير معجم لغته وقدرته وحينما يلعب الطفل بالمواد والأجهزة والأدوات والآلات التكنولوجية والأشياء الطبيعية كالمياه والرمل والأخشاب والحجارة والبلاستيك والمعادن وغير ذلك من أشياء حية أو جامدة، فإنه يكتسب معلومات ومعارف عن خصائص هذه الأشياء أي عن طريق بنائها وتركيبها وتحليلها وإستعمالها، ولمسها والتفاعل معها واختبارها، كما يكتسب مفاهيم ويتعلم مبادی ويدرك علاقات منطقية بين أشياء البيئة التي يلعب فيها، والتوتر البيئي، وإستواء سطح المياه في الأواني المستطرقة ودرجة عليان الماء، ودرجة تجمده، وذوبان الأملاح. والحرارة المفقودة والحرارة المكتسبة، وماذا تأكل وكيف تعيد دورة حياتها، ودفع ضررها عن النبات. وحينما يلعب الأطفال بالمعادن أو المواد فإنهم يتعرفون على خصائصها أي قدرتها على المقاومة، أو الكسر، أو الطي أو الصلابة أو قابليتها للاحتراق، وإدراك العلاقات المنطقية والأبعاد والمساحات، والتذكر، والتصنيف، والاختلاف والتشابه في السمات، واستعمال القياس وإصدار الأحكام القيمية على الأشياء. وحينما يلعب الأطفال ألعابا إيهامية أو تمثيلية أو اجتماعية فإنهم يكتسبون قدرة على التخيل والتصور والتفكير الإبداعي في حل المشكلات كما تكسبهم معلومات وحقائق عن الأشخاص والأدوار وقواعد السلوك التي تتصل بهذه الأدوار، وتنظيم العلاقات بين الناس. واللعب الاجتماعي يساعد الطفل على إدراك العلاقات في العالم من حوله، وانضاج علاقته كما أن اللعب الحركي بأشكاله المختلفة يساعد الأطفال على تعلم أشياء كثيرة، وإنماء قدراتهم العقلية،