ترتكز القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية على عدة أسس طبيعية وبشرية وتنظيمية، ما جعلها تحتل المرتبة الأولى عالميا إقتصاديا، وتفرض ثقافتها على كل شعوب العالم. فما هي مظاهر القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية؟ وما هي المشاكل والتحديات التي أصبحت تعترض اقتصادها؟ المؤهلات الطبيعية والبشرية والتنظيمية المساعدة على تفوق اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية المؤهلات الطبيعية للتفوق الاقتصادي الأمريكي متنوعة ومنتظمة التوزيع، قليلة الارتفاع (2040م)، وفي الوسط تمتد السهول الوسطى من جبال الأبلاش إلى جبال الروكي، ومن منطقة البحيرات والسهول العليا إلى خليج المكسيك، وفي الغرب تمتد سلسلة جبال الروكي، ثم السلاسل الساحلية الممتدة على طول الواجهة الغربية، المناخ متنوع بسبب التوزيع الطولي للتضاريس مما يؤدي إلى تعرض البلاد إلى الرياح القطبية في الشتاء والرياح المدارية في الصيف، ففي الغرب يسود المناخ المحيطي في الشمال والمتوسطي في الجنوب، والمناخ الشبه المداري في الجنوب. المؤهلات البشرية للتفوق الاقتصادي الأمريكي ويرجع ذلك إلى الهجرات المتتالية من العالم القديم إلى القارة الجديدة حيث استقر أكثر من 50 مليون مهاجر بالولايات المتحدة، ويتوزع السكان بشكل غير منتظم ويتركز أغلبهم في المناطق الشمالية الشرقية (اكبر مدنها نيويورك) ، لكونها المناطق الأولى لاستقرار المعمرين الأوربيين، بالإضافة إلى المدن الكبرى في الغرب مثل لوس أنجليس وسان فرانسيسكو، ويشكل السكان في الولايات المتحدة الأمريكية رغم اختلاف أجناسهم قاعدة هامة لازدهار اقتصادها في إطار النظام الرأسمالي، حيث توفر البنية العمرية نسبة هامة من السكان النشيطين (%66). مساهمة الجوانب التنظيمية والعلمية في دعم التفوق الاقتصادي الأمريكي تركيز أفقي: ويتم بين شركات ذات إنتاج متشابه، تركيز عمودي: يتم بإدماج شركات تساهم في إنتاج واحد وتشكيل شركة واحدة، وعلى مستوى رأس المال، وتستثمر الولايات المتحدة نسبة %2، 3 من أبحاث المقاولات، وتتوزع ميادين البحث العلمي عبر مختلف مناطق البلاد. مظاهر تفوق الاقتصاد الأمريكي مظاهر قوة الفلاحة الأمريكية والعوامل المفسرة لذلك والثانية في إنتاج القطن والشمندر، أما العوامل المساعدة، فمنها: الطبيعية كتنوع التضاريس والمناخ، مما يبرز اندماج الفلاحة مع القطاعات الأخرى مثل ظاهرة "الأكروبيزنس ، تتجلى في ارتفاع الإنتاج الصناعي وأهم الصناعات الأساسية (الثقيلة) صناعة الصلب (الرتبة الثالثة عالميا)، وبالنسبة للصناعات الخفيفة فهي في تطور مستمر حيث تحتل الولايات المتحدة المراتب الأولى في إنتاج المطاط الاصطناعي وعجين الورق والسيارات، والمرتبة الثانية في إنتاج الطائرات، كما تتوفر الولايات المتحدة على صناعات أخرى قوية غذائية متعددة وصناعة سينمائية. أما العوامل المفسرة لهذه القوة، إضافة إلى تطور المستوى التقني وتوفر اليد العاملة وأهمية دور الدولة والبحث العلمي والسوق الاستهلاكية. وتتوزع الصناعة الأمريكية في ثلاث مناطق أساسية، وهي: الشمال الشرقي: وهو مجال صناعي قديم ويعد أقوى منطقة صناعية في العالم، ويرجع تفوق هذه المنطقة في مجال الصناعة إلى عوامل طبيعية وبشرية وتاريخية، ثم الجنوب والساحل الغربي حيث ترتكز الصناعة على البترول والكهرباء والرساميل واليد العاملة المتوفرة. مظاهر قوة التجارة الأمريكية والعوامل المفسرة لذلك والمواد الفلاحية %3، ومواد استهلاكية مصنعة، وأهم الزبناء آسيا وكندا والمكسيك والاتحاد الأوربي، منها: وفرة الإنتاج الفلاحي والصناعي، إضافة إلى دور الدولة في عقد الاتفاقيات والتكتلات التجارية، ورغم قوة التجارة الخارجية الأمريكية فإن ميزانها التجاري عاجز نظرا لصعوبة التصدير وارتفاع النفقات العسكرية وقيمة الواردات. المشاكل والتحديات الداخلية التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية ومشكل التربة بسبب إفقارها نتيجة التخصص وانجرافها بسبب التعرية، وتدخلت الدولة للمحافظة على التربة والتشجبع على استعمال طريقة التناوب الزراعي والأسمدة العضوية والتشجير للمحافظة على التربة وخصوبتها. كما تعاني بعض المراكز الصناعية من التلوث بسبب كثرة المصانع، مما يشكل خطرا على البيئة. وعلى المستوى الاجتماعي، يعتبر المجتمع الأمريكي استهلاكيا، لكن اختلاف الدخل الفردي بين الطبقات وضعفه بالنسبة للعاطلين والعمال السود يؤدي إلى ضعف القدرة الشرائية لهذه الفئات، فتظهر مشاكل اجتماعية مختلفة. المشاكل والتحديات الخارجية التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية منها صعوبة التصدير بفعل المنافسة الأجنبية وارتفاع قيمة الدولار مما سبب عجز الميزان التجاري الأمريكي ودفع الولايات المتحدة إلى القروض الداخلية والخارجية، وتنهج الدولة سياسة إمبريالية تضمن غزو الأسواق والحصول على المواد الأولية ومصادر الطاقة، والتدخل في الحروب قصد تصريف الإنتاج وتنميته.