استطاع نابليون أن يُنظم الجيش الفرنسي على جبهة إيطاليا، ويُعدّ انتصار فرنسا على النمسا وحلفائها وقبولهم توقيع اتفاقية السلام معها عام 1797 في كامبو فورنيو، ومن ثم استُقبل نابليون في باريس استقبال الأبطال؛ مما أجج طموحاته السياسية في الحكم. أكسب هذا النصر شعبية كبيرة لـ نابليون عندما عاد إلى فرنسا. و من أجل التخلص من نابليون كـ (مُنافس مُحتمل)، وافقت حكومة المديرين الفرنسية على السماح لـ نابليون بأخذ الجيش في الحملة على مصر لإحتلال مصر و عرقلة الشحنات البحرية البريطانية إلى الهند. حملة نابليون في مصر لم تسير كما كان مخطط لها، وعندما سمع نابليون أن حكومة المديرين الفرنسية بدأت تفقد السلطة، تخلى عن جيشه و عاد بسرعة إلى باريس للاستفادة من هذا الوضع، و أصبح واحداً من ثلاثة من حكام الجمهورية الفرنسية في الحكومة الجديدة التي تم تنصيبها في عام 1799 . بدأ نابليون برنامجاً لتعزيز سلطته. و أنهى الخلاف القائم بين فرنسا والكنيسة من خلال وضع الأسس اللازمة لـ البابوية في عام 1801. و شاركت فرنسا بعد ذلك في عدة حروب. أعلن بونابارت نفسه قنصلا مدى الحياة بعد فوزه الساحق في انتخابات رئيس المجلس التي حصل فيها على أكثر من 5. 3 ملايين صوت مقابل 8500 صوت فقط لمنافسيه، وأصبح الطريق ممهدا أمامه ليكون أول إمبراطور في تاريخ فرنسا. قام نابليون بتوقيع معاهدة أميان كـ سلام مؤقت مع البريطانيين. و حتى يكون قادراً على التركيز فقط على شؤونه الأوروبية، باع نابليون أراضي ولاية لويزيانا الفرنسية إلى الولايات المتحدة في عام 1803. أنشأ نابليون ما سماه ب ” قانون نابليون” والذي وضع فيه الأساس للنظام القانوني في أوروبا. احتضنت كاتدرائية “نوتردام د باري” حفل تتويج نابليون إمبراطورا بحضور آلاف الوجهاء والساسة والقادة العسكريين والبابا، وبعد ذلك بستة أشهر تُوج نابليون إمبراطورا لإيطاليا، وجرت المراسم في مدينة ميلانو. أصبح نابليون إمبراطورا يحكم أجزاء واسعة من أوروبا، ورغم ذلك كان طموحه التوسعي بلا حدود، فواصل حملاته العسكرية وشنَّ حربه الثالثة ضد الحلفاء “النمسا، وفي شتاء عام 1805 انتصر في معركة أوسترليتز”، وفرض الحماية على إسبانيا وجعلها تحت إمرة شقيقه. وسَّع نابليون إمبراطوربته عن طريق إنشاء اتحاد نهر الراين في ألمانيا و دوقية وارسو في بولندا. الآن، اصبح نابليون يسيطر تقريباً على كل أوروبا الغربية ماعدا اسبانيا. كانت المملكة المتحدة البريطانية العظمى قوة كبيرة في تشجيع المقاومة ضد فرنسا، وفي نفس الوقت كان نابليون مفتقر للموارد اللازمة لكي يهزم المملكة المتحدة أو القوات البحرية للملكة المتحدة المتمركزة في البحر، قد حاول ولكن كانت تنتهي المحاولات بالهزيمة وكانت آخر المعارك هي معركة ترا فالجر في عام 1805، فحاول بطريقة أخرى في إلحاق الهزيمة بالقوات البريطانية وكانت من الناحية الاقتصادية,