شهدت المقاولة الثقافية بصفة عامة تطورا مذهلا ومتسارعا، وقد مكنت هذه المقاولات جميع فئات المجتمع على اختلاف انتماءاتها الفكرية والعلمية والاجتماعية من إبراز أفكارهم ومعتقداتهم، وقد أصبحت المقاولة الثقافية الرابط بين أجزاء كل مجتمع بفضائها الواسع المتمثل في قدرتها على استيعاب أي تنوع أو اختلاف، والمقاولات الثقافية لاقت رواجا في الاستخدام، وهكذا صارت المقاولات الثقافية منتشرة بشكل كبير بفضل سهولة التأسيس وعدم الحاجة إلى رأسمال كبير للانطلاق كما هو الشأن بالنسبة للمقاولات الاقتصادية التي تستوجب موارد مادية تساعد على بداية أشغال المقاولة. والمقاولات الاجتماعية تتعدد بتعدد الأنشطة الإنسانية، ولذلك فإن المقاولات تشمل كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فضلا عن المجالات السوسيوثقافية التي ترتكز على التعليم والحفاظ على الموروث الثقافي بكل أشكاله.