عاشت جدتي من ماضٍ بعيد حياة ليست كأي حياة وكأنها قصة من خيال ما تلبث أن تنتهي فصولها لتعيد ذكرياتها سرد تلك القصة في مخيلتي دون أن اشعر،  لتلك الاحداث؟؟ لتلك الذكريات؟! والشعور بالأمان في احضانها؟؟ هل انتهت ابتسامتها المتفائلة؟؟ هل انتهت نظرتها الحنونة؟؟ كم اشعر أنني مازلت أحتاج عالمها الصغير كم أشعر أنني أمتلك الكون ألامس النجوم في وجودها  سكنني الخوف بعدها ، كانت هي الأمان أين أضع رأسي وأبكي  أين أنت يا جدتي كبر الصغار أصبحنا امهات واباءآ، شاب الشعر، ولكن مازال في القلب نفس الحنين لحكاياتك  أصحو يوماً فأجدها قد رحلت  ولكن لم تتوقف حكاياتها للأبد، كانت جدتي تمتلك القلب الكبير الذي يتسع للكل قبل ان يتسع بيتها الصغير المتواضع للجميع لا انسى باب بيتها الخشبي العتيق الذي يشع منه النور الاصفر الدافيء الذي طالما شعرنا فيه بالامان من العالم الخارجي البارد المخيف ذلك العالم الغامض الذي لايفرق بين خير او شر يسكنه كثير من البشر تختلف نواياهم وقلوبهم وان تشابهوا في الملامح والوجوه، بينما كانت جدتي تطهو الدقيق مع اللبن كعادتها في كل شتاء لانها كانت تعلم انها الوجبة التي تدفيء اجسادنا الصغيرة وتمدها بالطاقة لم يكن طعام جدتي كأي طعام فاللبن الذي تصنعه يختلف عن طعم اي لبن السمن الذي تصنعه له طعم خاص مازلت اتذكر نكهته اللذيذة