[21/12/2024 23:16]- نشأة اللغة الإعلامية وتطورها وقد مرت اللغة الإعلامية بثلاث مراحل ساعدت على بلورة أنماطها اللغوية وقوالبها الفنية حيث كانت في :1-1 - المرحلة الأولى واعتمدت الأسلوب المنمق القائم على المحسنات اللفظية، وكان هذافي المراحل الأولى لظهور الصحف المكتوبة والإذاعةالمرحلة الثانية: بدأت اللغة الإعلامية تعتمد أسلوبا جديدا يختلف عن الأول حيثتخلت عن جزء من البلاغة والبيان وبقيت تميل إلى اللغة الأدبية وهذا إلى غاية السبعينيات من القرن الماضي.-3-1- المرحلة الثالثة: وفيها تحررت اللغة الإعلامية نوعا ما من قيود المحسنات اللغوية واتجهت إلى الوصف والتقرير والبساطة، وحملت أساليب عصرية غير مألوفة مقارنة بالتي سبقتها واستحدثت أنماط لغوية جديدة، فضلا عما هو ناجم عن البيئة اللغوية الأخرى تنمو وتتطور وفقا لحركية الجماعة والمجتمع تؤثر وتتأثر به (2) فاللغة الإعلامية تقترب من الحديث الدارج ولكنها في الحقيقة ليست كذلك بل هي أيضا لها فنونها وقواعدها وتتفرع كالأدب إلى فرعين هما:لغة الإعلام السمعي البصري.وتحت هاتين اللغتين أيضا هناك مستويات أخرى منها لغة الإعلام الثقافي، ولغة الإعلام السياسي، ولغة الإعلام الاقتصادي ولغة الإعلام الرياضي (3)وبهذا كان تطور اللغة الإعلامية مرتبطا بتطور وسائل الاتصال الجماهيري مكتسبة بذلك السمات العامة لكل وسيلة كما أن التطور الكبير الذي أصبح يدرس اللغة كقوة حية ومؤثرة ووسيلة للفكر نظرا لأهميتها لتحقيق التفاهم بين المرسل والمستقبل ولذلك فإن لغة الإعلام تخضع الشروط محددة هي:محاولة تلبية رغبات الجمهور المتلقي وترك المجال لفهم واستعاب وفك رموز اللغةالإعلامية المستعملة. (4)معنى ذلك أن لغة الإعلام المقروء تتطلب جمهورا متعلما يمتلك خبرات في فك الرموز بينما لغة الإعلام السمعي البصري يكون جمهورها غير متجانس حيث أنها تركز على حاستي السمع والبصر لفك رموز الرسالة الإعلامية المفروضة (5) فمن هنا ظهر الاهتمام باللغة الإعلامية بدرجة واضحة خاصة باعتبارها وسيلة ضرورية لتوصيل ونقل المعلومات إلى الجمهور المتلقي وفي هذا السياق لا يمكن إغفال عامل الإنفاق بين المرسل والمتلقي حول دلالات الرموز، وفي هذا يقول الكاتب الألماني "جورج كلاوس" : "المرسل المعلومات ومتلقيها مخزونات أي أن يكون على علم بالمخزونوبهذا تتأثر اللغة الإعلامية وتكون ذات مستويات مختلفة بمعنى أنها لا ترقى إلى مستوى اللغة الأدبية في قواعدها البنيوية ولا ترقى إلى مستوى اللغة العلمية من حيث تجريدها فهي لغة وسطى بين اللغة الأدبية واللغة العلمية وإذ يمكن أن نذكر أهم ما يميز هذه اللغة انطلاقا مما سبق ذكره كما يلي:اللغة الإعلامية تقدم رسائل إلى قاعدة جماهيرية ذات مستويات مختلفة وعريضة .يهدف مضمون لغة الإعلام إلى تقديم معلومات بغية التأثير في الجمهور المتلقي .جمالية اللغة الإعلامية تنتهي عند عرضها وتوزيعها للرسائل الإعلامية.مصدر اللغة الإعلامية موضوعي يتكيف حسب طبيعة المؤسسة الإعلامية التي يعمل بها.فاللغة الإعلامية ظهرت متأثرة بلغة الأدب والعلم ومع ظهور وسائل الإعلام والاتصال الجماهيرية تطورت واستقلت بنفسها عن باقي أنواع اللغة الأخرى مكتسبة وظائف وسمات مرتبطة بنوع الوسيلة الإعلامية المستعملة.اهتم اللسانيون باللغة الإعلامية من أجل تحديد طبيعة المفردات والتراكيب المستعملة وبتحديد سمات وخصائص النص المؤثر والملائم للرسالة الإعلامية وفق نوعها حيث أن تأثير هذه الأخيرة على المتلقي اصبح علما قائما بذاته،وعموما تنقسم اللغة الإعلامية إلى فصحى وعامية ومختلطة بالإضافة إلى مصطلحات من نحو عامية، اللهجة، الهجين الفصحى ، الفصيحة، اللغة المشتركة، اللغة العربية عربية المثقفين العربية الحديثة وسندرج التقسيم الآتي لمستويات اللغة الإعلامية :1-2- الفصحى : تعرف بأنها: "لغة القرآن الكريم والحديث النبوي والشعر والنثر والخطابة وسائر مجالات الإنتاج الفكري ، وتعلم في المدارس ويجري بها التدريس لمختلف المواد في المدارس والمعاهد والجامعات، تؤلف بها الكتب والصحف والمجلات وتصدر الإعلانات الرسمية وغيرها وهي تخضع لقوانين تضبطها وتحكم عباراتها أهمها قواعد الصرف والنحو". (8)وتعتبر اللغة الفصحى هي لغة الآداب والعلوم عبر العصور قد شهدت تطورا من حيث الألفاظ والتراكيب و معاني بعض الكلمات فأصبح لها مدلولات واتسعت اللغة الفصحى الحديثة وقل استعمال الكثير من الألفاظ التي كانت شائعة في الماضي، بالإضافة إلى أنها لغة العقل فهي فصيلة لسانية قائمة بذاتها، لها نظامها الصوتي والتركيبي و لها مفرداتها واقتباساتها وقياساتها. (9)واللغة الفصحى لا تنتقل من السلف إلى الخلف في سن الطفولة عن طريق التقليد كما تنتقل العامية وإنما تتعلمها في مراحل دراستنا وتكويننا العلمي، وبالرغم من تعدد لهجات المحادثة فإن اللغة الإعلامية تركز على استخدام الفصحى في البرامج ذات المواضيع الأدبية والفنية والتعليمية والتي تحتاج إلى مستوى لغوي واضح وفصيح لتقديم المعلومات الخاصة بها، وهذه اللغة الفصحى انتابتها في العصر الحاضر تطورات جديدة ترجع أهم عواملها إلى اقتباس مفردات أجنبية بعد تعريبها للتعبير عن مفردات أو آلات حديثة أو مصطلحات علمية أو نظريات كما ترجع إلى ترجمة الكثير من المفردات الأجنبية الدالة على معان خاصة تتصل بمصطلحات العلوم و الفلسفة والآداب 10و يقول كمال يوسف الحاج" إن اللغة الفصحى ذات مفهوم أبعد وأعمق من الإجماع بين العلماء. و هي أيضا ذات سلطة تستمد من العقل ذاته حيث لا يمكن أن يتغير قانون من قوانينها لأن الإجماع يريد ذلك، وأن الرجوع للعقل البشري وفق ما رسمناه أقوى ضمان في سبيل تحديد اللغة الفصحى، هذا العقل بوجود نظام للجملة لا يمكن تغييره ، و هو لا يبحث في الحروف و الألفاظ و لكنه يبحث في العامل والعامل هو الإعراب "في ضوء هذا التعريف للفصحى المبني على النحو. أي الإعراب تصبح كل كلمة قابلة لأن تصير فصيحة، شرط أن تدخل في جملة مفيدة هي عامية إذا استعملت في ترتيب يقوم على الجملة و ارتبطت بسابقات لها و لاحقات، حيث تنشأ الوحدة النحوية والمعنوية وتهتم اللغة الفصحى بصلة آخر الكلمات في بعضها البعض لأنها صلة قائمة بالأساس على الجملة، حيث يلجا عليها في اللغة الإعلامية إلى الروابط والعوامل النحوية لأنها تعتمد على التفسير و التحليل و الوضوح و السهولة لتحقيق الهدف المرجو.و تركز اللغة الإعلامية على استخدام الفصحى اذ يمكن أن توجه الاهتمام من حين الى حين إلى عادة جديدة أو سلوك لغوي. وتستطيع أيضا تربية الذوق اللغوي ذلك أن الجمهور المتلقي يتعلم ضمن حدود ما يحب أن يسمع ويرى، وقوة وسائل أعلام التي تختص بها هي أنها تعمل على و على حد تعبير "ولرشرام" أن اللغة الفصحى جسر الثقافة و من غير الممكن أن تكون هذه اللغة ثابتة فهي عرضة للتطوير كأي لغة أخرى. 12و الفصحى عند الجماهير العربية ترتبط بالمعجزة اللغوية الكبرى" القرآن " و إن تعميمها عن طريق التلفزيون لا يلقى صعوبة كبرى ذلك أن الكثير من المعتقدات والقيم التي يتمسك بها الأفراد أمور مشتركة عند الجماعة يسعون دائما للمحافظة عليها.2-2- العاميةوهي لغة الحديث التي نستخدمها في شؤوننا العادية ويجرى بها حديثنا اليومي في الصورة التي اصطلحنا على تسميتها بلغة لهجات المحادثة وهي لا تخضع لقوانين تضبطها وتحكم عباراتها ، لأنها تلقائية متغيرة تتطور تبعا لتغير الأجيال والظروف المحيطة بهم، "إبراهيم أنيس" و "أنيس فريحة" و "حنفي نضيف" إلى غيرهم من المهتمين العرب بالإضافة إلى الفرنسي هنري بوش" " henri bauche" (3)ويرى كمال يوسف الحاج: "العامية لغة الحس والعجلة، لغة فجائية تلقائية إنفعالية وهي لا تبالي بالعوامل النحوية وهي تستمد زخمها ومعناها الأكبر من الإيحاءات والإشارات المختصرة التي ترافق مفرداتها ، فالعامية تترك لذهن المتلقي أن يدرك بالحدس نوع الصلة بين الكلمات (14)وهناك من يعرف العامية بأنها اللهجة التي تشيع على ألسنة العامة في إطار تعاملهم اليومي وهي خليط من الفصحى ولغات أخرى تأثرت بها من خلال الاحتكاك الحضاري على المدى الطويل (15)Nissa,