فيشعر الإنسان في داخله أنّه أعلى من جميع الأشياء التي حوله، ولو تأمّل الناظر جميع الأخلاق الإنسانيّة لتوصل إلى نظريةٍ هامةٍ جدًّا في عالم الأخلاق، وهي أنّ الطريق لجميع القيم الأخلاقية السامية في هذه الحياة تقف وراء باب واحدٍ مقفلٍ مفتاحه الوحيد هو التّسامح. فيعلم أنّ خطأه قابل للتصحيح والغفران ولم يُكتب في لوحٍ لا ممحاة له، ويتمتع الإنسان المسامح بالرقي والعزة والشموخ فيعلم من نفسه أنّها لن تدور في وحل اللوم والعتاب والسؤال وانتظار الجواب بل هي أعلى من أن تقف وقفة المحاسب مع أيّ كان.