1 -قدسیة الجیوش: إن خلق حالة من القدسیة حول القوات المسلحة في بلادنا ما ھي إلا نتیجةخطة ممنھجة حیث أن استمرار تقدیس الشعوب لھذه المؤسسة ونظرتھم لھا باعتبارھا فعلا حامیة ُشكل على ُ َ بن وتالوطن یعني بقاء النظام العالمي مسیطرا ومھیمنا على بلداننا، فإن ھذه الجیوش لم تقیم العدو فحسب، بل ھي من تحمي ھذه المنظومة القیمیة بسلاحھا، ُنتزع منھا ھذه السلطة فكل حدیث عن التغییر سیظل وھي صاحبة السلطة الثابتة في بلادنا وإذا لم توھما كبیرا. وھذا التقدیس ھو ظاھرة شعبیة لا تختص بھا بلادنا، وإما قد ارتضوا لأنفسھم العبودیة مقابل متاع الدنیا مع كونھم یعلمون أكثر من غیرھم فساد ھذه المؤسسة وعدم "وطنیتھا" المدعاة، حتى أنك إذا سألت أحد البسطاء كیف عرفت أن كلامك صحیح تجده یرد بسرعة : ( یا عم أنا سمعتھا في التلفزیون ) وكأن ھذا السبب كاف جدا لتقبل المعلومة رغم ان معظم ما یلقى في التلفاز عبارة عن أكاذیب متراكمة! إن الإعلام المتلفز ھو كارثة بكل المقاییس، وتحت ھذا العنوان ستجد حقائق كثیرة! فوضى یحدثھا ھو ویفجرھا ھو ویوجھھا ھو، وقد استفضنا في الحدیث عن الجماھیر بالذات وعن كل ما یتعلق بھم في المعركة نظرا لخطورة ھذا الأمر وأھمیتھ وإھمال الكثیرین لھ ووقوع أخطاء كثیرة فیھ، وبسبب ھذه المعضلة أصبحوا یحرفون معنى الكلمة ویغیرون دلالتھا لترتبط تدلیسا بمعان لا علاقة لھا بالكلمة الأصلیة بل قد تضادھا أصلا، والجھاد في اللغة ھو بذل الطاقة والوسع، ھذه الآفة ھي ( الحزبیة) . فھو المنھج والمنھج ھو، والمشاھد في الواقع أن كل "مجموعة" ادعت نصرة الحق وانحرفت عنھ كان بسبب أنھا نقلت مركزیتھا من الحق إلى مركزیة أخرى، فیصبح بقاء الكیان في ذاتھ یعني بقاء الحق، 2 -مركزیة الأشخاص: فھم یدافعون عن الأشخاص كأنھم ھم المنھج، ویعتبرون أن الانتقاص منھم یعني انتقاص المنھج، ھذه المركزیة تعني ببساطة أن تضع مثلا تحت شعار (الشریعة) كل ما یخالفھا المھم أنك ترفع شعارھا ولا یھم موافقتك لھا أو مخالفتھا فإن ھذا كفیل بكسب تأیید كثیر من "الإسلامیین"، إنھا لیست معركة سیاسیة تخص السیاسیین وحدھم، ولیست حربا على السلطة بین طلاب الدنیا لتعلن اعتزالك لھا، إنھا معركة فاصلة واضحة، إنھا معركة یدفعك إلیھا دینك قبل كل شيء، فھي تشمل القتال وتشمل دفع العدو في كل الساحات التي ھجم علینا فیھا ومنھا بلا شك ساحة الفكر والوعي، كل ھذا مع حاجتنا لمواجھة العدو على الأرض بكل ما نملك، فالمعركة والزیف الذي یتشمل كل ذلك وكل جوانبھا مرتبطة ببعضھا. فالتمكین ھو وعد الله لمن اتبع رضاه، فما یھمنا ھو ألا نلقى الله مستسلمین خاضعین لأعدائنا، ولذلك من أكثر الكلمات التي لا أرى استعمالھا موفقا كلمة ( السعي للتمكین ) ، فالصحیح ھو أننا ُسأل عن تحقیقھ یوم ُسعى لھ ولا واجبا ست نسعى لإقامة الدین وتنفیذ أمر الله لنا، وإنما ھو وعد الله لمن آمن وأصلح واتبع منھاجھ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن قامت الساعة وفي ید أحدكم فسیلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى یغرسھا فلیغرسھا) أنت تعلم أن القیامة قد قامت وأنھ في كل الأحوال لا یوجد من سیستفید من زرع ھذه الفسیلة فلماذا تغرسھا؟ ، تغرسھا لأنك ستحاسب یوم القیامة عن أفعالك نفسھا ولیس على النتائج، وتكفل سبحانھ بألا یضیع سعیك ھباء في الدنیا ولا في الآخرة، أیمكن بعد كل ھذا أن تتكاسل عن المعركة وأن تصرف وجھك عنھا؟ ھذا غیر أجرھم في الآخرة، فأبشر بكل ما تبذلھ فإن لھ أثرا في الدنیا قبل الآخرة حتى وإن لم تشھد أنت ھذا الأثر في حیاتك، ھذه الوسائل ھي جزء مما نعنیھ بكلمة المنھج، إنھ یكفینا أننا نتبع المنھج السلیم وأننا نسلك الوسائل الصحیحة، وھذا نراه في حد ذاتھ انتصارا، والنصر الثاني ھو ما تكفل الله بھ، ودع ما تكفل ھو بھ. والمعركة لیست سلطویة فقط تنتھي بالحصول على الزعامة كما یروج السیاسیون بل إن إصلاح كل شخص لنفسھ وتنقیة عقلھ وقلبھ وسلوكھ من الباطل وإصلاحھ لغیره ھو جزء من نفس المعركة! فالنظرة السلطویة للمشكلة والحل ھي نظرة قاصرة،